اصابات واشتباكات بالزجاجات والحجارة بين مؤيدين للإخوان ومناوئين لهم، واتهامات للحزب الاسلامي الحاكم بفشله حتى الان في تحقيق وعوده الانتخابية. بدت القاهرة أمس في حالة «غليان»بعد تفجر الوضع في ميدان التحرير حيث تم تسجيل مواجهات دامية بين أنصار الرئيس مرسي و معارضيه قي تداعيات أولى لحكم البراءة الصادر أمس الأول بحق رجال مبارك في ما يعرف بقضية «واقعة الجمل».
معارك في «التحرير»
وقال شهود عيان إن مصابين سقطوا أمس في اشتباكات بالحجارة بين متظاهرين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي ومناوئين لهم في ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي. وقال أحدهم «رأيت فتى وجهه غارق في الدماء، رأيت ملتحيا والدم ينزف من جبهته، رأيت ثالثا يضع يده على رأسه»، وأفادت امرأة أخرى «رأيت رجلا مصابا في كتفه».
وأضاف مسعف إن مصابا نقل إلى المستشفى للعلاج، ويسمع دوي صفارات سيارات إسعاف بالميدان. ووقعت اشتباكات بين متظاهرين يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي ومناوئين لهم في ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك مطلع العام الماضي. ورشق عشرات الشبان الذين يعتقد أنهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين نشطاء فوق منصة بالزجاجات الفارغة بعد أن هتف أحدهم «يسقط يسقط حكم المرشد» في اشارة الى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. وصعد المتظاهرون «الحكوميون» إلى المنصة وحطموا أجهزة الصوت وطردوا نحو عشرة نشطاء كانوا فوقها.
وتبادل الجانبان الرشق بالحجارة في شارع محمد محمود الذي فر إليه النشطاء، غير أن مؤيدي الإخوان أمسكوا بعدد منهم وأوسعوهم ضربا. وكان الناشط الذي ردد الهتاف المناوئ للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قال بعد صلاة الجمعة إن المنصة مقامة لمحاسبة مرسي على المائة يوم الأولى من فترة رئاسته. ورد عليه مؤيدو الإخوان قائلين «انزل انزل... مرسي مرسي». وهتف مؤيدو الإخوان وهم يلاحقون الناشطين في شارع محمد محمود «حرية وعدالة مرسي وراه رجالة» ورد عليهم النشطاء بهتاف مناوئ.. ويشير الهتاف إلى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الذي كان مرسي رئيسا له قبل فوزه بأول انتخابات رئاسية حرة في مصر.
غضب القضاة
و للتخفيف من ردود الفعل المحتملة بادر الرئيس المصري محمد مرسي بالاعلان عن اقالة النائب العام الدي تم اتهامه بالتقصير في ضبط أدلة تدين المتهمين بالاعتداء على المتظاهرين في ميدان التحرير في ما يعرف بواقعة الجمل.
لكن المدعي العام المعني عبد المجيد محمود رفض قرار فصله وتعيينه سفيرا لدى الفاتيكان وحصل على دعم الجهاز القضائي الذي أعلن بعض رموزه الحرب على ما اعتبروه «تدخل السلطة التنفيذية في الشؤون القضائية». وجه مجلس إدارة نادي قضاة مصر برئاسة أحمد الزند رئيس النادي، وبالتنسيق مع أندية القضاة بالأقاليم، الدعوة لجموع القضاة ورجال النيابة العامة لعقد جمعية عمومية طارئة بمقر دار القضاء العالي، ظهر يوم غد الأحد. ويريد القضاة مناقشة الخطوات التي سيتم اتخاذها في مواجهة القرار الصادر بإقالة المستشار عبد المجيد محمود النائب العام من منصبه. واتهم عدد من القضاة الرئيس مرسي بالسعي للسيطرة على القضاء.
ووجه نادي القضاة الدعوة لحضور الجمعية العمومية الطارئة لممثلين عن مجلس الدولة، وهيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة، ولرجال القانون ولعدد من أساتذة القانون بالجامعات المصرية ووسائل الإعلام المختلفة.