...أوراق سوداء...أخرى بيضاء...ماء سحري داخل قارورة لا يمسّها الجان صندوق...هي فقط الوسائل المطلوبة لممارسة نشاط ازدهر في تونس منذ أكثر من عشرة أعوام...نشاط من شدة تكرر أحداثه...جعل منا قبلة مهمة للأفارقة... وكل افريقي يرغب في الحصول على المال بأيسر الطرق فلا يجد من أمر يصده سوى فصل يتيم يقاضيه بالسجن 6 أشهر من أجل التحيل بتبييض الأمول أو لنقل توليد الأموال...كيف تشتري مادة سحرية عجيبة بمئات الملايين لتقوم بقدرة قادر بجعل الأوراق السوداء والمقسمة إلى ورقات صغيرة بحجم ورقة الدولار إلى ورقات مئة دولار.
كل شيء ممكن...نفس السيناريو...يتكرر كل مرة...آخرها هاته القضية التي ساهم في كشفها أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية...ضحيتها إمرأة قفصية دفعت مبلغ 250 ألف دينار نقدا من أجل الكنز الموهوم...ورجل أعمال دفع مبلغ 70 ألف دينار...الضحيتيان دفعا الملايين من أجل توليد دولارات دون الأخذ بعين الاعتبار أن من يؤمن بولادة الدولار عليه أن يؤمن أنه يموت على النفاس أيضا..
مثلت التوجيه
...للأفارقة..عمليات تحيل محددة لذلك لن نجدهم يحيدون عن مثلث التوجيه في عملياتهم وهي استخراج الكنوز من باطن الأرض...باستحضار الجان...ويدفع المتضرر الملايين فقط ليحصل في ختام الأمر على جرة مملوءة شوكولاطة من قطع 100 مليم القطعة الواحدة أو توليد الدولارات والأورو بفضل الجان والسائل السحري...ليكشف الضحية في آخر الحلقة أنه دفع مبلغا ماليا مقابل ماء حنفية وأوراق نقدية مزيفة....أو بتبييض الأموال السوداء كما هو معمول به في هاته القضية وغيرها حيث يتظاهر الأفارقة قدرتهم بمساعدة الجان على أن تحويل أوراق سوداء إلى دولارات مثلت التوجيه ينشط في تونس منذ عدة سنوات...كتب عنه الاعلام مئات المرات...لكن دون جدوى...فللأفارقة نصيب الأسد في تونس التي تعتبر سوقا ثرية جدا لمن يؤمنون بأن الجان يقبض «كاش» ويدفع «مؤجل»
250 ألف دينار
هي امرأة قفصية...تعرفت بدورها شأن كل الضحايا في هاته القضايا على افريقي وعدها أنه بامكانه أن يجعلها غنية جدا بضربة حظ باعتبار علاقته بالجان...وباستعمال نفس السيناريو المعمول به...صندوق أسود أوراق بيضاء أوراق سوداء مقطوعة إلى أوراق من حجم ورقة المائة دولار وتجرية أولى بسائل يدعي أنه سحري تحصل المرأة على أول ورقة من فئة مائة دولار غير مضروبة وتذهب إلى أول بنك لصرفها... وبذلك تكون ابتلعت الطعم مثل غيرها من الضحايا...فقد دفعت المبالغ المالية المبلغ تلو الآخر. الضحية الأولى دفعت مبلغ حوالي 250 ألف دينار أي ربع مليار مقابل مجموعة من الأوراق السوداء والمتضرر الثاني من جهة المنازه دفع مبلغ 70 ألف دينار نقدا.
قضية ضد مجهول
المتضرر والمتضررة وبعد أن اطمئنا بكونهما تعرضا إلى عملية تحيل تقدما بقضية ضد مجهولين...وأمكن لأعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية من ايقاف المتهمين بعد أن وجهت لهم تهم التحيل وتهريب أموال الى الخارج. وطبعا يعتبر المتضرران رقما في قائمة طويلة جدا ما تزال مفتوحة...مادام التونسي يؤمن إلى اليوم بأن الدولار يلد باسم الجان.