أحيل صباح أمس أمام احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس شابان من أصول افريقية لاتهامهما بالتحيل والاستيلاء على ملك الغير دون وجه قانوني. وكان المتضرر في قضية الحال، قد تقدّم بدعوى مفادها تعرضه لعملية تحيّل من قبل ثلاثة شبان أفارقة استطاع احدهمان يتحصّن بالفرار، وأوهم المتهمون المتضرر بأنهم قادرون على استخراج الكنوز المدفونة في أعماق الارض وكذلك العلاج من العقم ومختلف الامراض الجنسية بما فيها العجز، واستطاع الشان الافارقة التحيل على الشاكي بعد ان استعرضوا امام عينيه بعضا من كراماتهم واتقانهم السحر والتعاطي مع أعشاب نادرة مستوردة من الصحاري الافريقية التي تستعمل للعلاج من العقم ومن مختلف الامراض الجنسية، كما استطاع الشبان الافارقة القيام ببعض الحركات امام المتضرر كتحويل بعض المعادن الى ذهب والاوراق الى مبالغ مالية من فئة الدولار الامريكي... وهو ما دفع بالمتضرر الى التصديق وطلب الخدمة والعلاج منهم. اشترط المتهمون على طالب الخدمة ان يوفّر لهم مبلغا ماليا. فما كان منه الا ان تصرّف ليوفّر أكثر من ألف دينار تونسي، وطلب منهم معالجته من العقم وبعض الامراض الجنسية التي يعاني منها، وتمكينه من حصته من الكنوز التي تستخرج من تحت الارض، الا ان ذلك لم يتجاوز مجرّد الاحلام الواهمة، اذ حصل الشبان الافارقة على المبلغ المالي بعد ان وعدوه بلقاء قريب للتأكد من فاعلية الاعشاب التي قدّموها له وتطور العلاج، وللاتفاق على استخراج بعض الكنوز!! استطاع المتهمون الفرار، ورغم محاولات المتضرر البحث عنهم الا انه لم يجد غير اللجوء الى أعوان الأمن، وتقديم شكاية مفادها تعرّضه للتحيل وقد تم ابلاغ ممثل النيابة العمومية بابتدائية تونس الذي أذن بفتح محضر تحقيقي في الموضوع، وقام المحققون بابحاثهم وتحرياتهم فتمكنوا من القاء القبض على اثنين من المتهمين فيما تمكن الثالث من التحصن بالفرار. وبجلب المتهمين الى مركز الشرطة والتحرير عليهما، اعترفا بما نسب اليهما وصرحا بأنهما حاولا ايهام المتضرر بأنهما قادران على استخراج الكنوز من تحت الارض، كما أفادا بأنهما قدّما اعشابا طبية تم جلبها من الصحاري الافريقية للمتضرر وأنه فعلا شفي واستجاب للعلاج من العقم وبعض الامراض الجنسية التي كان يعاني منها. وبعد انهاء الابحاث في شأنهما احيلا على أنظار النيابة العمومية حيث تمسكا بأقوالهما فأصدرت في شأنهما بطاقة ايداع بالسجن وتم توجيه تهمة التحيل والاستيلاء على أموال الغير دون وجه قانوني، لهما كما تقرر عرض المتهمين صحبة أوراق القضية على أنظار الدائرة الجناحية المختصة لمقاضاتهما من أجل ما نسب اليهما. وبمثولهما أمس امام هيئة المحكمة، كلفت الهيئة القضائية محاميا للترجمة لان المتهمان لا يتكلمان العربية. وباستنطاقهما، من قبل الهيئة القضائية، تراجعا عما سجل عليهما لدى باحث البداية وصرحا من جديد، بأنهما قدّما الأعشاب الطبية للمتضرر وانه استجاب للعلاج فيما أنكرا محاولتهما ايهامه بقدرتهما على استخراج الكنوز وانكرا ان يكونا قد استلما منه اي مبلغ مالي ليفيد احدهما ان المتهم الثالث الذي استطاع ان يتحصن بالفرار، هو من استلم منه المبلغ المالي، الذي صرّح به المتضرر، وفيما تمسك ممثل النيابة العمومية بالمحاكمة فلقد رأت هيئة المحكمة تأخير القضية للنظر في العقاب المستوجب ثم التصريح به في وقت لاحق.