طوى المنتخب الوطني صفحة مباراته ضد سيراليون والتي لم يعلق منها في الأذهان سوى الترشح إلى «الكان» وقد شد الفريق الرحال باتجاه الإمارات لإجراء مقابلة ودية اليوم ضد منتخب «الفراعنة». للمرة الثانية على التوالي يخوض منتخبنا الوطني مباراة ودية على ملعب «محايد» فبعد أن واجه إيران على الأراضي المجرية يلاقي اليوم المنتخب المصري في أبو ظبي ويمكن أن نصف هذه المواجهة الدولية الودية بأنها ستكون لقاء «الجريحين» بحكم أن الكرة المصرية دخلت مؤخرا في نفق مظلم حيث سيكون الفريق المصري غائبا عن العرس الإفريقي الذي سيقام في بلد «مانديلا» انطلاقا من 19 جانفي المقبل ويذكر أن منتخب «الفراعنة» لم يترشح للنهائيات الإفريقية للمرة الثانية على التوالي وهو ما يطرح أكثر من سؤال ذلك أن المنتخب المصري يعتبر أحد أسياد الكرة في القارة السمراء فهو صاحب الرقم القياسي في التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم حيث توجد في خزائنه سبعة ألقاب،
أما المنتخب الوطني التونسي فقد ترشح إلى «كان» 2013 بشق الأنفس على حساب «أسود ليون» السبت الماضي وقد امتزجت المشاعر أثناء تلك المباراة بين الحزن والأمل بحكم أن المنتخب عبر من ثقب إبرة إلى النهائيات الإفريقية وقدم زملاء صابر خليفة مردودا باهتا مما جعل المدرب سامي الطرابلسي يصبح في قفص الاتهام ومن المؤكد أن كل هذه المعطيات ستدفع الفريقين إلى تقديم أداء محترم في لقاء اليوم يثبتان من خلاله أنهما سيستعيدان هيبتهما المفقودة خلال المرحلة القادمة سواء بالنسبة إلى المنتخب التونسي الذي تنتظره عدة التزامات مهمة تتصدرها نهائيات أمم إفريقيا بالإضافة إلى المباريات المتبقية من التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2013 .
أو كذلك بالنسبة لمنتخب مصر الذي سيعمل على التغلب على أزمته الحالية ويستعد بالشكل المطلوب لبقية مبارياته في إطار تصفيات المونديال الذي غاب عنها «الفراعنة» منذ عام 1990.
سيخسر المنتخب التونسي في قمة اليوم مجهودات العناصر الدولية المنتمية للترجي والنادي البنزرتي بسبب الإلتزامات القارية والإقليمية لهذين الناديين وفي المقابل لن يتسنى لمنتخب «الفراعنة» التعويل على لاعبي الأهلي مثل محمد ناجي جدو وأحمد فتحي...للسبب نفسه، لكن سيكون نجم الكرة العربية والمصرية محمد أبو تريكة في الموعد وهو ما سيؤدي حتما إلى اضفاء رونق خاص على هذا اللقاء التقليدي نظرا للفواصل المهارية التي بحوزة هذا اللاعب الذي تعرض إلى عقوبة الإبعاد من قبل الأهلي في الوقت الذي حدث فيه العكس مع يوسف المساكني.
من جهته سيحاول الطرابلسي استغلال هذه القمة الكروية للوقوف على حقيقة الإمكانيات التي بحوزة اللاعب عبد القادر الوسلاتي محترف أتليتيكو مدريد بما أن ابن حمام الأنف ينتظر بفارغ الصبر الظهور في تشكيلة «النسور» للمرة الأولى، أما المدرب الأمريكي للمنتخب المصري «برادلي» فسيكون أمام اختبار حقيقي في مباراة اليوم لأنها فرصته ليؤكد أن منتخب مصر بدأ يستعيد عافيته تدريجيا خاصة وأن زملاء أبو تريكة هزموا الكونغو بثلاثية كاملة في المباراة الودية التي جمعتهما خلال الأيام الماضية.