نقص في الإطار التربوي والتجهيزات وانعدام الصيانة جعل المعهد الثانوي بمعتمدية السرس من ولاية الكاف يعيش وضعا تربويا يتسم بالانفلات في صفوف التلاميذ وتعرض المقيمين منهم لعدم الإحاطة خاصة أثناء الفترة الليلية. يقول السيد رضا البعزوزي (مرشد تربوي) لم يتم قبول المقيمين من الذكور بالمبيت نظرا للنقص في الإطار التربوي خاصة القيمين.
أما مبيت الفتيات فتشرف عليه قيمة واحدة مما جعل المقيمات به يقضين الليل بمفردهن. أما تلاميذ المناطق الريفية فيعانون من غياب وسائل النقل مما جعلنا أحيانا نسمح لمن لم يجد وسيلة نقل تعود به إلى بيته بقضاء الليل بالمعهد.
أما السيد صابر السعيداني (قيم أول) فيقول: ان المعهد يفتقر إلى قاعة مراجعة مما يضطرنا إلى استغلال قاعة الأكل للقيام بمراجعة الدروس. كما أن النقص في القيمين جعل توزيع ساعات العمل غير منتظم.
ويشهد المعهد غيابات متكررة للتلاميذ مع غياب كلي للولي لمتابعة أبنائه . وأضاف السيد صابر السعيداني أن تداعي السور الخارجي من الجهة الخلفية للمعهد قد سبب انفلاتا كبيرا في صفوف التلاميذ مما جعلهم يخرجون ويدخلون إلى المعهد في أي وقت يريدون مما حد من قدرة القيمين على فرض الانضباط به.
اما السيد صابر الجويني (تقني مخبر) فاشتكى من نقص المواد الكيميائية المستعملة فى الحصص التطبيقية مبينا أن المخبر ضيق جدا لا يتسع لمخبري فيزياء وكيمياء .ويضيف السيد ماجد الشريف (أستاذ رياضة) أن الملعب غير مهيإ تماما لتنشيط حصص الرياضة وخاصة عند نزول الأمطار التي تقتضي وجود قاعة خاصة بها. كما تذمر من انعدام «حنفيات وأدواش» وضيق حجرات تغيير الملابس مما عطل السير الطبيعي للحصص الرياضية.
عرضنا كل هذه النقائص على السيدة «عزيزة الجريدي» مديرة المعهد فأكدت صحتها وتذمرت من نقص الإطار التربوي خاصة في مادة الاقتصاد والتصرف بالنسبة إلى الأقسام النهائية رغم الانتدابات التي حصلت أخيرا. والإشكال الأعمق بالنسبة إليها هو أن المعهد يفتقر إلى الحماية نظرا لتداعي السور الخارجي من جهة مخابر التقنية التي تضم أثاثا يقارب المليار من المليمات.
وقد بينت أن المعهد قد بني في مكان به انزلاقات أرضية مما تسبب في حدوث تشققات لبنايته. وأضافت ان الحالة غير الطبيعية للتجهيزات من طاولات وسبورات ومخابرومطبخ ترجع بالأساس إلى ضعف الميزانية المرصودة.
ومن جهتها تلفت المديرة انتباه الأولياء لمتابعة أبنائهم حتى يحصل التكامل بين المربين والأسرة . أما عن عملة الحضائر الذين يبلغ عددهم قرابة 11 عاملا فإنها أكدت على دورهم الفعال بالمعهد لما يقومون به من أنشطة مختلفة في الحراسة والنظافة, إلا أن المعهد يفتقر إلى عملة مرسمين لحماية الإطار التربوي من الدخلاء مطالبة بضرورة ترسيم البعض منهم وتكثيف الدوريات الأمنية.
أما السيد منجي الحرباوي (مقتصد المعهد) فبين أنه وقع تدخل لصيانة المرقدين ب 258 ألف دينار كما وقع تركيز سخان مركزي للمبيت والمطبخ بقيمة 60 ألف دينار بتمويل البنك الإفريقي للتنمية دون أن يقع تشغيله منذ 2009 رغم مراسلة السلط المعنية لكن الاستجابة كانت منعدمة ,مشيرا إلى أن تداعي السور قد تسبب في سرقة بعض المعدات . أما عن الحشايا القديمة وعدم صلوحية اغلبها فقد أكّد بأن الاعتمادات المالية المرصودة للمعهد (80 ألف دينار) غير كافية خاصة في هذه الحالة الاستثنائية التي يمر بها لصيانة معداته مضيفا أن منحة الدولة للتسيير ضعيفة وعندما يضاف إلى ذلك انعدام الموارد بهذه المؤسسة تصبح الوضعية المالية صعبة جدا.
أما عن أواني الطبخ الصدئة فقد ارجع ذلك إلى عدم توفر اليد العاملة الخاصة بالتنظيف إضافة إلى عدم توفر يد عاملة مختصة في الطبخ.