اهتم السيد يوسف سعيدي (دكتور بمعهد الغابات والمراعي بطبرقة) بمخلفات الحرائق على الثروة الغابية وخاصة منها الزان والفلين . وتوصل من خلال أطروحته إلى أن الحرائق ظاهرة معقدة من حيث انتشارها وطريقة فعاليتها وآثارها على البيئة وقد قام بدراسة الوضع الحالي لغابات البلوط التي تعرضت لحرائق وأكد ان أشجار الفلين والزان «المحروقة» إما أن تستأنف بسرعة أو تتلف نهائيا ويعتبر الحريق عاملا أساسيا في تنشيط القدرة على إحياء الأشجار الصغيرة كما أن الأنواع التي تتكاثر بواسطة البذور هي الأولى التي تنبت اثر الحريق ثم تعوضها تدريجيا حيث تتكاثر في أجل لا يتجاوز 10سنوات إذ تنمو أشجار طبقة الشجيرات والأعشاب تحت أشجار الزان عكسيا حيث نسبة تغطية طبقة الأشجار التي تساعد الحرائق على الانتشار السريع للنباتات المتسلقة حتى في حالة تكرر الحرائق. وأشار السيد السعيدي إلى أن الأنواع التي تتكاثر بسرعة بعد الحرائق والتي تنتج بذورا كثيرة تمكنها من الانتشار وتغطية المساحات هي الأنواع الشمسية وأكثرها يعتبر من خصائص الغابات الأصلية للفلين. كما بين السيد السعيدي أن نوعية التربة لا تتغير كثيرا بعد الحرائق فالحرارة المنبعثة من الحريق لا تدمر المواد العضوية بالطبقات الأرضية ولاتمس بنسبة النتروجين أو تغيير دينامكية تكوينه كما أن الطبقات العميقة أغنى بقليل من الطبقات السطحية فالتسميد المعدني للتربة بعد الحريق يتجاوز الطبقة السطحية ونسبة النتروجين المعدني للتربة مرتفع فيها وانتهى إلى أن الاتجاه العام يبن أن الحاصل كربون/نتروجين في الطبقات السطحية والطبقات غير المحروقة هو أفضل من التي حرقت أما النشاط البيولوجي في طبقات أرض غابات الزان فهو نوعا ما أضعف من تلك التي سجلت في غابات الفلين وهي أقل من 3% في كل الطبقات،علما وأن هذه الأطروحة اسغرقت 14سنة من البحث والدراسة والتحليل.