تعتبر مادة الخفاف من أهم المنتوجات الغابية التي توفرها غابات ولاية جندوبة وتوجد خاصة بجبال خمير ومقعد التي تمثل المحيط الطبيعي لنمو شجرة الفلين. وتحتل الجهة المرتبة الأولى على الصعيد الوطني في إنتاج الخفاف حيث يقدر إنتاجها السنوي ب70 ألف قنطار على مساحة 45 ألف هك أي ما يعادل 90 بالمائة من مجمل الانتاج الوطني. ويضطلع إنتاج الخفاف في الجهة بدور محوري في تنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية اذ يوفر حوالي 2000 موطن شغل وما يناهز 150 الف يوم عمل سنويا. ويقوم معمل الخفاف بطبرقة إلى جانب 4 وحدات أخرى بتحويل نسبة هامة من الإنتاج إلى منتوجات متنوعة كالاسطوانات والسدادات . وتستهلك السوق الوطنية 10 بالمائة من إنتاج الخفاف بينما يتم تصدير90 بالمائة المتبقية إلى عدد من البلدان وخاصة الأوروبية منها بما قيمته 24 مليون دينار من العملة الصعبة. ويوفر الخفاف أكثر من 50 بالمائة من المداخيل الجملية الناتجة عن بيع منتجات الغابات التونسية. ولئن أمكن تطوير الإنتاج من حيث الجودة والنوعية فان الترفيع في حجمه يظل محدودا نظرا لطبيعة شجرة الخفاف التي تتميز ببطء في النمو وتعيش أكثر من 150 سنة عند الاستغلال ولا تبدأ في نتاج الخفاف الا في سن الخامسة والثلاثين. وتجدر الإشارة إلى أن غابات الفلين بالمنطقة مهددة بالتدهور نظرا لعدم تجدد الغراسات التي هرمت وبلغ سنها حوالي 80 سنة وهو ما يقتضي وضع خطة مضبوطة للنهوض بهذا القطاع. وتوفر غابات الفلين عديد المنتجات ذات القيمة الاقتصادية العالية من اهمها ثمرة البلوط والخشب فضلا عن أنواع أخرى من الفطريات والزيوت الروحية. وتصنف غابات الفلين في تونس من بين المنظومات القليلة التي حافظت على خصوصياتها الطبيعية فهي تساهم في حماية التربة والمياه وتنقية الهواء والحد من الفيضانات. ويقتصر وجود شجرة الفلين على المناطق الغربية للبحر الأبيض المتوسط وهي تونس والجزائر والمغرب وايطاليا والبرتغال واسبانيا.