اشكاليات المرجعيات في الفكر الاسلامي المعاصر هو موضوع الندوة الدولية التي نظمها مركز الدراسات الاسلامية أيام 9 10 11 أكتوبر 2012 بقاعة المحاضرات بالمركز. وزير التعليم العالي والبحث العلمي افتتح الندوة بحضور كل من رئيس جامعة الزيتونة ورئيس المجلس الاسلامي الأعلى و الشيخ عبد الفتاح مورو ووالي القيروان ومدير مركز الدراسات الاسلامية ثلة من الأساتذة والجامعيين والوعاظ.
وتمت الاشارة الى أن تناول موضوع المرجعيات في الفكر الاسلامي لا تخلو من أبعاد اشكالية جديرة بنظر المفكرين والباحثين اليوم و في ظل هذا المنعطف الحاسم الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية الثائرة خاصة انطلاقا من أسئلة ومحاور عديدة لعل أهمها امكانية قراءة الثنائيات التي تحكم تفكيرنا الاسلامي المعاصر باعتبارها تنم عن مرجعيات مختلفة في فهم الكتاب السنة، الهوية والتغريب، التطرّف والوسطيّة، الغلوّ والاعتدال، الشّريعة والعلمانية، الديني والمدني، حقوق الله وحقوق الانسان. كما دعا مدير مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان الى تفعيل دور مراكز البحث العلمي والاسراع باعادة هيكلتها.
رئيس جامعة الزيتونة قال أن الندوة قادحة للنقاش خاصة في عصر الثورة التي «نريدها أن تكون قائدة في الفكر نحو شيء من التحرر الفكري» واعتبر اشكالية المرجعيات في الفكر المعاصر أهمّ الاشكاليات في طرح من يمثل ويملك المشروعية العلمية للتحدّث باسم النص.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي قال ان اقامة هذه الندوة دون خضوعها لترخيص حزبي مسبق هي من نعم الثورة باعتبار أن الفكر لا ينتج الا اذا كان حرّا. وقال انّه كان لغلق جامع الزيتونة لمدة 50 سنة عميق الأثر باعتبار ما كان له من دور اشعاعي في افريقيا تبعته هجمات على الاسلام وعلى الفكر. وأشار الى سعي الوزارة جاهدة الى تطوير مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان حتى يكون له اشعاع علمي.
الشيخ عبد الفتاح مورو قال «نحن مطالبون بأن نؤثث مجتمعنا بالاسلام معتبرا أن الحكام لم «نستهدفهم ولكنهم استهدفونا حين أردنا أن ننعم بحياة اسلامية فأصبحنا نعيش زمنا بناه الغرب و آن الأوان لنحت كيان قائم».
الندوة في أبعادها تحمل نتاجا فكريا تولد من حركات واسعة وتحوّلات هامة وتباينات مذهبية وايديولوجية عميقة لكنها لم تحظ في افتتاحيتها باقبال يناسب محتواها وواقعيتها. كما أننا لاحظنا تغيّب (أو تغييب) للعنصر النسائي في الندوة وكأننا لا نملك على مستوى وطننا العربي باحثات في الفقه ومفكرات و نأمل أن يكون ذلك مجرد صدفة.