تعتبر المنطقة السقوية بسوق السبت من ولاية جندوبة من المناطق الفلاحية الهامة التي تساهم بصفة فعالة في تطور المنتوج الفلاحي وثرائه وخاصة الخضروات والأعلاف غير أنها أضحت اليوم مهددة بسبب الانقطاع المتكرر للمياه وهو ما أثار حيرة الفلاحين. المنطقة السقوية التي تؤكد آخر الإحصائيات أنها تساهم بما يقارب 05 بالمائة من الإنتاج الوطني للخضروات لذلك لم يتردد فلاحو الجهة من تعاطي هذا النشاط حتى يتحقق شيئا من الربح ويحافظون بنشاطهم هذا على توازن السوق المحلية والوطنية ولكن مع مرور السنوات بدأت تظهر الصعوبات والمشاكل.
بالإضافة إلى تهرم الأراضي الزراعية من فرط الاستغلال المفرط دون راحة للأرض والذي تجاوزه الفلاح بالأسمدة الطبيعية والكيميائية رغم ارتفاع كلفتها فاستعادت الأراضي عافيتها وعاد الإنتاج إلى مردوديته الجيدة، وقد ظهرت معضلة جديدة أقلقت راحة الفلاح خاصة في السنوات الأخيرة وتتمثل في الانقطاع المستمر لمياه الري والذي يصل لأيام يبرر في بعض الأحيان بالروزنامة المقررة من مندوبية الفلاحة وفي بعض الأحيان الأخرى بالأعطاب التي تطال الشبكة والمضخات وهو ما اعتبره عدد من الفلاحين مشكلا كبيرا وحاجزا يقف بالمرصاد في وجه النشاط الفلاحي وزاد من مآسي الفلاح الذي كثرت مشاغله وظل مشتت الذهن بين غلاء البذور والأسمدة والأدوية ورداءة مياه الري وتراكم المديونية التي تهدده بقطع مياه الري.
إذا كان عزاء الكثير من الفلاحين في مثل هذا الفصل اللجوء للمياه الطبيعية المتأتية من مياه الأمطار الهامة فإن هذا الحل هو ظرفي ويبقى معه الفلاح رهن العوامل المناخية ولا مفر من استعمال مياه الري بين الحين والآخر وخاصة عند انحباس الأمطار مثلا وحاجة المزروعات لمياه مسترسلة وخاصة المتعلقة بطريقة الري قطرة قطرة هذا إضافة للنشاط المستمر للمنطقة على مدار السنة فالحل الأنسب حسب الفلاح يتمثل في مراجعة جذرية لشبكة مياه الري مراجعة تبدأ بتجديد القنوات التي تآكلت وكذلك إصلاح أعطاب المضخات و تكثيف عملية الرقابة والصيانة الدورية لكل مكونات المنطقة لأنه من الغرابة أن تتوفر بالجهة مياه هامة ومخزون هائل ويكون آداء مياه الري بهذه الطريقة التي يعطش معها الزرع ويموت في أغلب المواسم فيزيد من مصيبة الفلاح وتراكم ديونه في ظل ارتفاع كلفة مصاريف الإنتاج مقارنة بكلفة البيع. مندوبية الفلاحة تعد بالتدخل المندوبية الجهوية للفلاحة وعلى لسان السيد مكي بامري المندوب الجهوي بينت أن واقع المنطقة السقوية سوق السبت يتطلب فعلا تدخلا لصيانة الشبكة وتجديد قنواتها ومحطات الضخ ولكن هذا يتطلب اعتمادات طائلة والمندوبية ومن ورائها وزارة الفلاحة ساعية عبر برنامج طويل ومتوسط الأمد لتجديد وصيانة المنطقة السقوية بالجهة عامة بما يضمن مردودية أفضل لمياه الري ويحد من ظاهرة المياه المهدورة.