في مؤشر جديد نوعي اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بأن المتطرفين يكثفون جهودهم لاستغلال الوضع المتأزم في سوريا لتحقيق مصالحهم، فيما حذرت موسكوواشنطن من تسليم منظومات دفاع جوي صاروخية لمقاتلين سوريين. وقالت نولاند في مؤتمر صحافي في واشنطن أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها ينسقون بشكل وثيق من أجل دراسة احتياجات المعارضة في سوريا ومعرفة «من هو» في المعارضة السورية.
أمريكا والمتطرفين
وتابعت: «إنها مسألة مهمة للغاية في الوقت الراهن، لأن ما نراه في الوقت الحاضر بسوريا يشير الى أن المتطرفين في البلاد بأكملها يحاولون الاستفادة من العنف وانعدام الرقابة الحكومية (في بعض مناطق البلاد)».
وذكرت الديبلوماسية الأمريكية أن المتطرفين يحاولون «اغتصاب» ما يريده الشعب السوري، الذي يسعى الى الانتقال الحقيقي للسلطة وبناء دولة أكثر ديمقراطية.. وكررت نولاند أن إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما تفهم بشكل جيد القلق المتعلق بتسلل المتطرفين الى صفوف الجماعات التي تحارب قوات الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة أن واشنطن تولي اهتماما بالغا بهذه القضية.
وقالت إن بلادها تعمل بشكل كثيف مع عدد كبير من الدول من أجل إقناع المجتمع الدولي بضرورة دعم الزعماء الجدد لسوريا الذين يريدون بناء سوريا ديموقراطية، وذلك بالتزامن مع التدقيق من طبيعة القوى التي تتسلم مساعدات عسكرية من الخارج.
وتابعت نولاند أن الولاياتالمتحدة تواصل الحوار مع روسيا في محاولة لإقناعها بأن بقاء بشار الأسد في السلطة يصب في الجهود التي تبذلها إيران و من اسمتهم «المتطرفون» من جميع الألوان من أجل إثارة مشاكل قد تعبر حدود سوريا.
وأضافت نولاند أن واشنطن قدمت للمعارضة السورية المسلحة حتى الآن أكثر من ألف طاقم من أجهزة الاتصال ودربت مئات النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والحكم الذاتي. وأكدت أن واشنطن لا تخطط إعادة النظر في «قرارها السياسي» بعدم تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية.
تحذير روسي
في المقابل، حذر الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش واشنطن من تسليم منظومات دفاع جوي صاروخية لمقاتلين سوريين. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لوكاشيفيتش، ان احتمال تسليم الولاياتالمتحدة منظومات دفاع جوي صاروخية محمولة لمقاتلين سوريين سيكون خطوة خطيرة للغاية، قائلاً إن ذلك سيكون في الواقع تسليح «الإرهابيين» الدوليين..
وأوضح لوكاشيفيتش أن تقارير صحافية تحدثت نقلاً عن مصدر سوري مطلع، أن «واشنطن قررت تسليم مجموعة من منظومات صواريخ ستينغر المحمولة إلى مقاتلين سوريين»، مشيراً إلى أن «مصدر هذه المعلومات غير معروف إلاّ أنه يجب أخذها بالحسبان خاصة على خلفية إسقاط مروحيتين حكوميتين في سوريا وتهديدات المعارضة المسلحة بإسقاط طائرات مدنية».
وقال الديبلوماسي الروسي، إن موسكو ستتابع باهتمام التحقيق في حادث تزويد المعارضة السورية بالأسلحة من خلال ميناء الإسكندرونة، مشيراً إلى أن الأنباء حول وصول الأسلحة إلى المعارضة السورية على متن سفينة ليبية من خلال هذا الميناء قد تأكدت.
من جانبه رأى نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو ان المعارضة السورية مشتتة ولا تستطيع أن تغدو قوة سياسية يمكن التباحث معها. وقال غروشكو خلال اجتماعه مع ممثلي الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في موسكو إن «المعارضة السورية تظل، في رأي موسكو، مشتتة»، مضيفاً: «ليس بوسع المعارضة أن ترص صفوفها لتغدو قوة سياسية يمكن إجراء مفاوضات معها».