أكدت دمشق أن لديها معلومات وقرائن تشير إلى وجود صفقة سرية بين تنظيم القاعدة وتركيا والسعودية تقضي بتسليح هجرة التكفيريين إلى الشام للقتال ضد الدولة السورية فيما وجهت موسكو انتقادات لاذعة جدا للمعارضة السورية. وفي رسالة توجهت بها إلى المنتظم الأممي أكدت دمشق وجود معلومات تفيد بقيام بعض الجهات المرتبطة بتنظيم القاعدة بعقد صفقة بين التنظيم وجهات تركية وسعودية تنص على نقل مقاتلي القاعدة إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا.
تورط الدول في الدم السوري
ووجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدثت فيهما عن تورط بعض الدول في دعم «الإرهابيين» في سوريا.
وأكدت الخارجية السورية تزايد الدلائل على تورط دول منها السعودية وقطر وتركيا في دعم وتسليح ما سمته بالمجموعات الإرهابية في سوريا. وذكرت أن ذلك يسهم أيضا في تعطيل جميع آفاق الحوار أو الحلول السلمية وإلحاق الأذى بالدولة السورية على المستويين المادي والبشري. وأشارت إلى أن تحرك مجلس الأمن لمعالجة هذا الأمر سيشكل مساهمة بناءة في تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط برمتها والحفاظ على صدقية الأممالمتحدة.
ويماثل هذا السيناريو العسكري الثلاثي ذات السيناريو الذي تشكل في أفغانستان خلال الاحتلال السوفياتي وهو الأمر الذي يدفع المراقبين إلى اعتبار أن ما يطبخ لسوريا هو ذاته الذي رسم لأفغانستان. هجوم روسي على المعارضة
في هذه الأثناء, أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أمس أن المعارضة السورية عاجزة حتى الآن عن توحيد صفوفها لتغدو قوة سياسية يمكن إجراء مفاوضات معها. وفيما دعا البلدان الغربية إلى حث المعارضة السورية على الحوار مع السلطة، قال إننا «نرى أن شركاءنا يجب أن يستعينوا بنفوذهم كله للتأثير على المعارضة وحثها على الدخول في الحوار السياسي مع ممثلي السلطة».
وأكد على موقف موسكو الذي يندد بالتدخل الخارجي في سوريا، قائلا «نحن نعتبر أن سوريا هي أمر يخص السوريين أنفسهم». وأضاف انه « يمكن وصف الوضع في سوريا بأنه كارثة. موسكو قلقة جدا من استمرار العمليات العسكرية هناك ووقوع الأسلحة في أيدي المقاتلين المتطرفين وعجز المعارضة عن توحيد صفوفها».
ورأى أن المهمة الرئيسية للأسرة الدولية تنحصر اليوم، في «تنفيذ خطة المبعوث الدولي والعربي السابق إلى سوريا كوفي عنان واتفاقيات جينيف، وتقديم الدعم للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي». قلق أمريكي
وفي موقف سياسي قد يمثل منعرجا حيال السياسة الأمريكية في سوريا اعترفت فيكتوريا نولاند الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس أن المتطرفين يكثفون جهودهم لاستغلال الوضع المتأزم في سوريا لتحقيق مصالحهم.
وقالت نولاند في مؤتمر صحفي بواشنطن أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأجانب ينسقون بشكل وثيق من أجل دراسة احتياجات المعارضة في سوريا ومعرفة هويات المعارضة السورية.
وتابعت: «إنها مسألة مهمة للغاية في الوقت الراهن، لأن ما نراه في الوقت الحاضر بسوريا يشير الى أن المتطرفين في البلاد بأكملها يحاولون الاستفادة من العنف وانعدام الرقابة الحكومية (في بعض مناطق البلاد) والخ».
وذكرت الدبلوماسية الأمريكية أن المتطرفين يحاولون «اغتصاب» ما يريده الشعب السوري، الذي يسعى، حسب نولاند، الى الانتقال الحقيقي للسلطة وبناء دولة أكثر ديمقراطية.
وكررت نولاند أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تفهم بشكل جيد القلق المتعلق بتسلل المتطرفين الى صفوف الجماعات التي تحارب قوات الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة أن واشنطن تولي اهتماما بالغا بهذه القضية.