عكست موسكو أمس الهجوم على الغرب متهمة إياه بتأجيج الصراع في سوريا وبالمسؤولية عن إراقة الدماء في هذا البلد معبرة عن قلقها حيال المعلومات الواردة عن إرسال قطر وبريطانيا قوات خاصة إلى حمص. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس إن الغرب اصبح شريكا في تأجيج الأزمة في سوريا وحمّل المعارضة السورية المسؤولية في حال استمر نزيف الدم في هذا البلاد . وتابع أن الدول الغربية وعبر تحريضها المعارضين السوريين على أعمال متعنتة شريكة في تأجيج الأزمة مشيرا إلى أن دمشق اكدت استعدادها الكامل لإجراء استفتاء سريع حول الدستور وتنظيم انتخابات وعليه فإن مسؤولية البحث عن حل لوقف إراقة الدماء السورية تقع على عاتق المعارضة التي ترفض التفاوض مع السلطات . وأبدى رفض بلاده الانتقادات الموجهة لها على خلفية رفعها الفيتو في مجلس الأمن قائلا : إن البعض حاول استغلال الفيتو الصيني الروسي المزدوج لاتهام موسكو بالمسؤولية عن «حمام الدم» وهذا محض افتراء .. المسؤولية تقع على عاتق من لديهم تأثير على المعارضة ويعجزون عن كبحها ومطالبتها بالقبول باقتراح الحكومة البدء في حوار فعلي مع السلطة . كما أبدت روسيا تحفظها وتشكيكها في «مجموعة أصدقاء سوريا»لدعم المعارضة السورية معتبرة ان هذه الهيئات غير شرعية وغير قانونية . وأكد الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش الليلة قبل الماضية أن موسكو ترى أن مثل هذه الهيئات غير شرعية وان هناك تجارب دولية عديدة لم تنجح ابدا وخصوصا في ليبيا. وأشار إلى أن موسكو قلقة من الأنباء التي تحدثت عن إرسال قطر وبريطانيا وحدات من قواتهما الخاصة الى سوريا لتقديم الدعم للمسلحين الذين يحاربون الحكومة . وتابع ان موسكو ستدقق في المعلومات حول ارسال قوات خاصة بريطانية وقطرية الى حمص معتبرا ان هذا الأمر خطير للغاية . وكانت مواقع إسرائيلية قد نقلت عن مصادر استخباراتية صهيونية مطلعة قولها إن كوماندوس قطري وبريطاني موجود في مدن حمص وإدلب لدعم العصابات المسلحة . واعتبرت ان تلك القوات القطرية والبريطانية تأتي في سياق خطة تركية جديدة حيال سوريا لإسقاط النظام سياسيا وعسكريا في آن واحد . ويبدو ان موسكو وضعت كل بيضها السياسي والعسكري والأمني والاستخباراتي والاستراتيجي في السلة السورية وفي خانة صمود النظام السوري حيث أوردت جهات أمنية روسية مطلعة أن إجمالي صادرات الاسلحة الروسية في عام 2012 لسوريا ستتجاوز ال14 مليار دولار من بينها مقاتلات حديثة بعضها من طراز «ميغ». وستشمل الصادرات – وفق ذات المصادر – نحو 50 طائرة قتالية من طراز سوخوي 30 من بينها 8 طائرات معدة للتصدير من الجزائر وكذلك 24 طائرة من طرازي ميغ «29 كا» وميغ «29 بي» . وقد تبدا روسيا في تصدير المقاتلات الحديثة من طراز «ميغ 29 أم 2» الحديثة إلى سوريا تنفيذا لعقد توريد 24 طائرة مبرم منذ 2007 بالإضافة إلى وسائل دفاع جوي حديثة.