في بعض الأحيان تخرج مياه الصرف الصحي في ماطر من تحت الرصيف جراء انسداد القنوات إثر الامطار الاخيرة، يضاف إليها تجمع المياه الراكدة في جل الأحياء وانتشار الناموس، وإذا كانت التهيئة الحضرية الغائبة منذ عشرين سنة عن المدينة سبب أساسي في هذه الوضعية المخزية في مدينة ماطر العريقة، فإن أطرافا أخرى تتحمل هي كذلك مسؤولية كبيرة في وضع المنطقة الحالي وخصوصا البلدية والديوان الوطني للتطهير الذين لا يحترم غالبيتهم إجراءات وقواعد النظافة، فعلى سبيل المثال هناك القليل من التجار الذين يقدمون كل صباح بغسل الجزء المقابل لمحلاتهم، في حين لا يأبه الباقون بذلك ويتركون الأمر للبلدية ولجهات أخرى، وكأن الأمر لا يعنيهم. لا سيما من الناحية الشمالية الشرقية، وانسحاب البلدية من هذه المبادرة وتخليها عن إحدى مهامها الأساسية المتمثلة في الإشراف والمراقبة لحالة المحيط العمراني وفيما يخصها هي، لم تحقق منذ عهدة البلدية السابقة المنتمية آنذاك للنظام السابق نتائج ملموسة، ما يدفع بالسكان وحتى دوائر رسمية باستمرار إلى مساءلة البلدية ومطالبتها باتخاذ تدابير إجرائية وحاسمة تجاه مصالحها المكلفة بالنظافة وتطهير المحيط العمراني، والتي تتعامل مع الوضعية بطرق روتينية غير مجدية لحد الآن. السكان من جانبهم وخصوصا الجمعيات لا تقوم بدورها المنوط بعهدتها في تحضير المواطنين وحثهم على العناية بنظافة وتطهير المحيط العمراني وكأن الأمر لا يعنيها، إلى جانب افتقارها لحس مدني وعدم قدرتها على تنظيم حملات للنظافة تكون في مستوى التدهور الحالي. فبعض الجمعيات غائبة تماما عن ساحة الأحداث المحلية، والبعض منها يشتغل فقط في الجانب المطالبي ويتكل فقط على دور السلطات.