كشف الفنان محمد الجبالي مؤخرا عن مشروعه الفني الجديد والمتمثل في «مونولوغ» من تمثيله، لكنه تستر عن كاتب نص هذا العمل المسرحي ومخرجه إلى وقت لاحق. محمد الجبالي، هو بالأساس مطرب تونسي، تجربته في مجاله ثرية المحتوى، صعد ركح المسرح الأثري بقرطاج أكثر من مرة كمطرب، وقدم أدوارا معدودة في أعمال درامية، لكنه لم يجمع بين الركح والتمثيل في السابق، وها هو ينوي خوض التجربة الأولى له كممثل على خشبة المسرح في الصائفة المقبلة.عن هذا «المونولوغ» وعن جديده الفني الغنائي تحدث الفنان محمد الجبالي في هذا الحور مع «الشروق».
ما حكاية «المونولوغ» الذي أنت حاليا بصدد تحضيره؟
بعد 25 سنة من التجربة في ميدان الغناء عشنا فيها كل شيء، وبعد تجربتي المحترمة في التمثيل من خلال مشاركاتي في أربعة أعمال درامية، وهي سباعية «آمال» ومسلسل «منامة عروسية»، وسيت كوم «الوتيل» وسلسلة «العروي» وكذلك مشاركتي السينمائية في الفيلم القصير «عام سعيد» والفيلم الطويل «دار الناس» وكذلك المسلسل الإذاعي «أحلى الأيام» بالإضافة إلى مشاركتي في أوبيرات ليلى مراد بالقاهرة بدار الأوبرا المصرية، في دور محمد عبد الوهاب، أتصور أنني اليوم وبعد كل هذه التجارب قادر على النجاح في عمل مسرحي من نوع «المونولوغ».
وهل ستحكي في هذا العمل عن محمد الجبالي الفنان؟
لا، لن أحكي عن محمد الجبالي وإنما سأحكي عن الفنان بصفة عامة في كافة القطاعات، لكن سيكون النصيب الأكبر للفنان المغني أو المطرب.. وإن شاء الله نوفق في هذه التجربة.
من كاتب النص والمخرج في هذا العمل؟
لا أريد التصريح باسم الكاتب في الوقت الراهن، لكن أؤكد أنه حاليا بصدد الكتابة، أما فيما يخص المخرج فإنه لم يقع الاتفاق مع مخرج بعينه، لكن هناك عدة أسماء مطروحة، سنتصل بها، ونحاول الاتفاق مع أحدهم على اخراج هذا «المونولوغ».
وماذا عن الموضوع أو المواضيع التي سنتطرق لها من خلال هذا العمل؟
لن أصرح كذلك بمضامين العمل، لكنني أفيدكم علما بأن السياسة لن تتواجد به، ومن جهة أخرى أؤكد أن هذا «المونولوغ» أخذ مني كل وقتي في الوقت الحاضر، وكأنني سأبدأ مسيرتي من جديد أو من الأول، وسأكون بقدرة الله في حجم هذا المشروع، فأنا ألماني في عملي وجدي إلى أبعد الحدود وتذكرون كيف خضت تجربة الكتابة والتلحين في نفس الوقت، والتي كانت حسب رأي النقاد ناجعة.
خوضك لهذه التجربة المسرحية ليس سهلا كما تعلم، فتعودك على الركح وتجربة التمثيل التلفزيوني ليسا بالضرورة مفتاح نجاح في الفن الرابع؟
(قاطعنا) أعلم ذلك، وكما أسلفت الذكر كانت تجربة التمثيل في الأعمال الدرامية والسينمائية مفيدة لي، مع العلم أنني أول مطرب تونسي، يشارك في هذا العدد من الأعمال الدرامية والسينمائية، ولا أخفيكم سرّا حين أقول إنني متخوف من هذه التجربة، لكنه خوف طبيعي، هو خوف الفنان المجتهد الذي يلازمه في كل الأعمال التي يقدمها، لكن أؤكد لجمهوري أنه من خلال عملي المسرحي الأول، سيكتشف مواهب أخرى لدى محمد الجبالي.
حسب معلوماتنا «المونولوغ» سيكون جاهزا في الصائفة القادمة، فهل ستهجر الغناء؟
أجل، سيكون «المونولوغ» جاهزا في الصائفة المقبلة، لكن مشاركاتي في المهرجانات ستكون حسب الطلب، وبإذن الله سأوفق في الموازنة بين عرضي الغنائي وعرضي المسرحي.
لو تحدثنا عن ألبومك الجديد؟
ألبومي الغنائي الذي سيصدر قريبا سيتضمن 14 أغنية منها ثلاث أغان في شكل ثنائي (ديو) وهي «مع تونسنا» و«روح الروح» في أداء غنائي مع الفنانة أماني السويسي، وكذلك أغنية «يا أمة يا غالية» في ديو مع الفنانة سلاف، وسيكون مسجلا من حفل حي اي حفل بمهرجان قرطاج سنة 2006.وسيتضمن الألبوم عديد الأغاني الجديدة ومنها «مثلا» و«قنديل باب منارة» و«دلّوني» و«فايق بيك»..
وماذا عن جديدك مع الفنانة لطيفة العرفاوي؟
الجديد أنني كتبت ولحّنت أغنيتين للفنانة لطيفة العرفاوي، الأولى قام بتوزيعها محمد القرميطلي والثانية ستسجلها وتوزعها لطيفة العرفاوي في مصر، اما بخصوص العناوين فسيعرفها الجمهور في وقت لاحق.
وهل لديك اقتراحات من زملاء آخرين؟
ثمة اقتراحات لكن ما دامت غير رسمية، فلا فائدة في ذكرها لكن من المفترض ان ألحّن أغنية للفنانة انصاف بالغالية.
بما انك لن تتحدث عن السياسة في عملك المسرحي، حدّثنا عن موقفك مما يحصل على الساحة السياسية في بلادنا في الوقت الراهن؟
باختصار شديد ثمة فوضى كبيرة أرهقت المجتمع التونسي، وأرهقتني شخصيا، والاشكالية ان كل طرف سياسي يحكي من موقعه عن وجهة نظره الخاصة ومازال السياسيون لم يجتمعوا بعد على مصلحة البلاد، فما نلاحظه ان الأنانية حاضرة ولغة الأنا غالبة ونأمل ان لا تتواصل حتى تمرّ الأوضاع بأخف الأضرار، لأننا لا نريد ان تزداد الأوضاع سوءا وبداخلي نظرة أمل وتفاؤل آمل ان تتحقق في القريب العاجل.
لم توضّح موقفك كما يجب؟
ما أبعدنا عن السياسة للحديث عنها لكن باختصار هناك فوضى كبيرة ومن يقوم بها ليس حزبا بعينه وإنما أطراف عديدة، ثم ان المشكل في بلادنا هو اننا أصبحنا في يوم وليلة نتحدث عن الحرية والديمقراطية وهما دربة وممارسة، كلام نتحدثه ونردّده ولم نتعلّمها بعد، لذلك بان الكبت أو شيء منه فولّد العنف.
سؤال متأخر نسبيا: لماذا تحدثت كثيرا عن حفل افتتاح قرطاج ثم كنت أبرز المتغيّبين؟
أجل، تحدثت في حفل الافتتاح لأنني كنت سأتواجد فعلا في حفل الافتتاح وتدرّبت مع زملائي لكن عندما طرح موضوع مقاطعة المهرجان لعدم برمجة العروض التونسية، وقع الاتصال بي للمرة الثانية للمشاركة في حفل خمسينية الاستقلال والشباب بالجزائر الشقيقة وقد بثت قناة نسمة ذلك الحفل وبما ان قرارنا بخصوص مهرجان قرطاج كان المقاطعة أمضيت عقدا بخصوص حفل خمسينية الاستقلال بالجزائر وهي مناسبة هامة وليست «عربونا» كما تحدث البعض.
من هو محمد الجبالي ؟ محمد الجبالي، مطرب تونسي، في رصيده عدد كبير من الأغاني، آخرها أغاني «من أنتم؟» و«فاض الكأس» و«بالإسم الوطنية»، و«مثلا» كما أدّى مجموعة من الأغاني الثنائية، وكانت البداية مع الفنانة نجاة عطية وحاليا الفنانة أماني السويسي.
كما غنّى الى جانب كبار الفنانين من تونس ومن العالم العربي علي غرار الفنان وديع الصافي. ويعتبر محمد الجبالي من أكثر الفنانين مشاركة في الأعمال الدرامية والسينمائية، حيث كان من أبطال مسلسل «منامة عروسية» ومن أبطال سيتكوم «لوتيل» بالاضافة الى مشاركاته في سلسلة العروي وسباعية «آمال» والمسلسل الاذاعي «أحلى الأيام» والفيلم القصير «عام سعيد» والشريط السينمائي الطويل «دار النّاس». وكانت له مشاركة في أوبيرات ليلى مراد في دار الأوبرا المصرية وتقمّص شخصية الموسيقار محمد عبد الوهاب وها هو يخوض تجربة المسرح من خلال مونولوغ سيكون جاهزا في الصائفة القادمة.