لم يعد يخفى على أحد الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة في تلميع صورة البلدان في العالم وفي فرض احترامها مهما كان حجمها السياسي والاقتصادي، بل إن نجوم الرياضة وأبطالها غالبا ما يضطلعون بدور السفراء ذوي الشأن الكبير لدى الدول فيجلبون لبلدانهم التقدير والاحترام. الأهم من ذلك أن يقع توظيف تلك الصورة لمصلحة الوطن بعنوان التعاون والاستثمار الخارجي... وهو ما حصل في أعقاب زيارة الوزير طارق ذياب الى دولة الاماراتالمتحدة ولست أدري إن يحق لنا تلقيبه بالوزير متعدّد الحقائب بما أنه تحادث مع ما لا يقل عن ستة وزراء من بينهم بالخصوص وزير الخارجية وطبعا نظيره وزير الرياضة علاوة على وزراء الثقافة والتربية والصحة.
الأرجح أن يكونوا استقبلوه بشغف المعجبين بتاريخه المجيد لما كان طارق ذياب نجم كل العرب، مما سهّل بالتأكيد مهمّته لدى حكومة الامارات ووزرائها فعاد لنا الوزير طارق ذياب بعديد المكاسب لعل من أبرزها استعداد الحكومة الاماراتية للمساهمة في تمويل اقامة المنشآت الرياضية المقبلة وخاصة منها المدينة الرياضية بصفاقس وعديد المنشآت المبرمجة في اقليمتونس... وكذلك توجت الزيارة ببشرى الى مدرّسي التربية البدنية الذين سوف يتسنّى لهم العمل بالامارات بشرط أقدمية سنة واحدة عوضا عن ثلاث سنوات وهو ما يدعم سوق الشغل المتاحة امام خريجي معاهدنا العليا للرياضة...
وكذلك أعربت الامارات عن استعدادها لاستضافة منتخبنا الوطني لكرة القدم قبيل مشاركته في كأس افريقيا للأمم في جانفي المقبل بجنوب افريقيا.
أثمرت الزيارة أيضا فرص عمل أمام الاطارات التونسية في المجال الصحي وشبه الصحي... وعلى العموم وبقطع النظر عن النتائج التي أسفرت عنها فإن زيارة وزير الرياضة الى الامارات برهنت بما لا يدع أي مجال للشك على أن الرياضة بامكانها أن تعود بالخير على البلاد في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والمطلوب مزيد استثمار أسماء نجومنا كطارق ذياب ومحمد القمودي وأسامة الملولي وحبيبة الغريبي وغيرهم لمصلحة تونس.