لليلة الرابعة على التوالي تتواصل أحداث غلق الطرقات والتجمهر والمواجهة مع قوات الأمن داخل مدينة قابس وفي مداخلها وعند حدود المنطقة الصناعية بغنوش. هذا وقد بدأت الأحداث مباشرة بعد صدور نتائج مناظرة المجمع الكيميائي الخاصة بجهة قابس والتي اعتبرها المترشحون غير عادلة. وقد بلغت درجة العنف والاحتقان ذروتها مساء السبت على خلفية فشل جلسة التفاوض والاعتراض على النتائج التي انتظمت بقرار وزارتي التشغيل والصناعة وكذلك على خلفية ما جرى مساء الجمعة من استفزازات مصدرها بعض أعوان الأمن حسب رواية شهود عيان على ما جرى. وتكرّر الأحداث دفع بالسيد والي قابس «عمر الشهباني» أمس الأحد 21 أكتوبر الى اعلان منع الجولان في قابس انطلاقا من الساعة التاسعة مساءا الى حدود الساعة الرابعة صباحا على خلفية الاحتجاجات التي رافقت الإعلان عن نتائج مناظرة الانتداب في المجمع الكيميائي التونسي.وكانت المدينة قد شهدت مناوشات بين محتجين سدوا منافذ الدخول والخروج من المدينة وبين الشرطة.
فشل الجلسة
يبدو أن سوء تقدير قد قاد الجلسة المبرمجة مع الوفد الوزاري الى الفشل لأن المفروض كان الانطلاق بنشر قائمة المقبولين مؤقتا مثلما تم الاعلان عنه في بلاغ سابق وبعدها قبول ملفات الاعتراض على النتائج من طرف الرافضين ودراستها للاجابة عنها في وقت قياسي لكن الوفد المشرف والذي تركب من والي قابس وعضوين من ادارة المجمع الكيميائي التونسي وثلاثة أعضاء من وزارة التشغيل قد فتح باب الحوار والتوضيح وهو خطأ أدخل الجلسة في فوضى عارمة كادت تنتهي بما لا يحمد عقباه خاصة وقد أحضر المعطلون وثائق تؤكد وجود تلاعب وعدم شفافية في اعتماد المقاييس. المعطلون طالبوا بالغاء النتائج المؤقتة وتنظيم مناظرة جديدة تستجيب لمقاييس استثنائية ومضاعفة عدد الانتدابات وتمكين مناطق شط السلام وغنوش وبوشمة من تنفيل استثنائي بسبب التصاق هذه المناطق بالمنطقة الصناعية والتأثير الكبير الذي لحقهم من جراء افرازات التلوث البحري والهوائي.
ليلة مرعبة
ما عاشه سكان قابسالمدينة ليلة الأحد كان رعبا تجاوز الحدود اذ مع حلول الليل تم اغلاق كل المفترقات داخل المدينة وفي مداخلها باستعمال الحواجز واشعال العجلات المطاطية وبدأت عمليات الكر والفر بين جموع الشباب وقوات الأمن التي تدخلت باستعمال الغاز المسيل للدموع في أكثر من مكان وخاصة أمام اقليم الأمن الوطني وقد بلغت حرارة المواجهة شدتها عندما تم الاعلان عن وقوع حريق شب في سجن قابس وكثرت الاشاعات حول نتائجه .
مطالب شعبية
الوضع خطير ومحزن هذا ما أقر به عديد أطراف المجتمع المدني الذين اتصلنا بهم وقد قالوا ان الأمر الآن يتطلب وقفة عاجلة لكل أطراف المجتمع المدني بقابس من أجل تفادي الأسوإ وفتح حوار مع كل المتداخلين قصد ايقاف النزيف ولا بدّ لجيشنا الوطني أن يقوم بحراسة المنطقة الصناعية خوفا من أي طارئ وتجنب وصول التخريب الى هناك ولابد لادارة الأمن أن تعتذر عما صدر من بعض أعوانها من تجاوزات واهانات لأبناء قابس، أما المجمع الكيميائي فلا بد له أن يكون في مستوى التاريخ وأن يعوض لأبناء قابس نتيجة ما اقترفه من جرم تجاه المنطقة وأكيد أن القوابسية سيكونون في الموعد من أجل طي هذه الصفحة والتفكير في المستقبل .