تفشت ظاهرة التهريب بعد الثورة بشكل جلي في ظل الانفلات الأمني الذي عرفته البلاد وشمل العديد من المنتجات التي تعد ركيزة مهمة في الاقتصاد الوطني من ذلك ما عرفته الثروة المرجانية بجهة طبرقة. فقد وقع استغلال تلك الثروة بشكل عشوائي من خلال الصيد بالكركارة أملا في الحصول على أكبر كمية من المرجان حتى يقع بيعه بأسعار مرتفعة فيما بعد .
وكان انعكاس هذه الظاهرة جليا على العديد من التجار الذين أغلقوا محلاتهم وأحيلوا على البطالة وعبر لنا البعض منهم عن ركود هذه التجارة بسبب الصيد العشوائي وانعدام المراقبة ونفور السياح من الأنواع المتوفرة التي تفتقد إلى الجودة وقلة توفر المنتوج المحلي .الجهات الأمنية أكدت لنا تفشي ظاهرة تهريب المرجان إلى دول أوروبية وتهافت التجار على هذه البضاعة الباهظة الثمن ما جعل العديد من المهربين يتوجهون إلى دول مجاورة لشرائها ثم بيعها في مرحلة ثانية إلى تجار من أوروبا ينفقون أموالا طائلة من أجل هذه البضاعة.
الشعاب المرجانية بسواحل طبرقة تواجه خطرا حقيقيا بعد الاستغلال العشوائي الذي عرفته وتهافت بعض البحارة على المرجان بدل صيد الأسماك وهذه الثروة البحرية تتطلب مجهودات مضاعفة لحمايتها من الاندثار وذلك بتنظيم عملية الصيد واستعمال الأدوات اللازمة لذلك وتحجير صيد الكركارة الذي أضر بهذه الشعاب التي تعد ثروة وطنية نادرة اختصت بها الجهة ومثلت للعديد من المواطنين مورد رزق يقتاتون منه.