عاجل/ انهاء مهام هذه المسؤولة بهذه الوزارة..    بلاغ وزارة التجارة حول توفير لحوم ضأن وبقري مسعرة    عاجل/ وزارة التجارة توجه نداء هام للتونسيين بخصوص شراء أضاحي العيد..    Titre    كأس العالم للأندية: مهاجم ريال مدريد اندريك يغيب عن المسابقة بسبب الاصابة    اليوم: الحرارة تصل إلى 40 درجة بهذه المناطق    ظهر اليوم: امطار و تساقط كثيف للبرد بهذه المناطق    في قضية ارهابية : حكم بالسجن في حق طالب طب    السلاحف البحرية تثير الجدل بخليج المنستير: حماية البيئة أم تهديد لأرزاق البحارة؟    الصالون المتوسطي للبناء "ميديبات 2025 ": افتتاح أنيق لدورة مميزة    الإطاحة بأكبر شبكة تهريب بشر عبر البحر المتوسط وتوقيف العقل المدبر بالسجن 25 عاماً    هجوم على متحف يهودي بواشنطن: هوية المتهم إلياس رودريغيز    أضحية العيد للتونسيين: 13 نصيحة شرعية لضمان سلامتها وأجرها الكامل!    خلال استقباله شابين من المزونة وبنزرت... رئيس الجمهورية: كرامة التونسيين خط أحمر    وزير الصحة يلتقي بإطارات صحية ومستثمرين ورجال أعمال تونسيين بسويسرا    السوبر غلوب 2025: الزمالك والأهلي يمثلان إفريقيا... والترجي يُستبعد رغم بلوغه النهائي    زبير بية: مرحلة الهيئة التسييرية انتهت... ومستقبل النجم الساحلي رهين التوافق    أمريكا تقبل طائرة فاخرة من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية لترامب    القاهرة تطمئن: الهزة الأرضية الصباحية لم تؤثر على المنشآت    مقتل موظفين بسفارة اسرائيل بواشنطن...ترامب يعلق    رئيس وزراء مصر.. نعتذر لأي مواطن تم تعليق معاشه بسبب إجراءات إثبات الحياة    علماء.. مستوى سطح البحر سيرتفع حتى لو توقفت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون    وزير الدفاع يؤدّي زيارة إلى القاعدة العسكرية ببوفيشة    كاس العالم للاندية 2025: فترة استثنائية لانتداب اللاعبين من 1 الى 10 جوان 2025    جندوبة: استعدادا لموسم سياحي استثنائي...عاصمة المرجان جاهزة    بيروني: الاتحاد الاوروبي يخطط لمنح تونس المزيد من التمويلات خلال الفترة الممتدة من 2025 -2027    طعنها بسكين وتركها في حالة حرجة فكشفته أثناء إسعافها .. هكذا خطّط طبيب مشهور لقتل زوجته!    فيلم جديد للمخرج منذر بن إبراهيم...«سراب» يستعيد أحداث التجنيد القسري برجيم معتوق    أخبار الملعب التونسي ...جدل بسبب التحكيم ولا تفريط في العياري    محمد بوحوش يكتب:...عن أدب الرّسائل    وزير الصحة يروج للتعاون ولمؤتمر "الصحة الواحدة " الذي سينعقد بتونس يومي 14 و 15 جوان 2025    الاتحاد الأوروبي: مستعدّون لدعم جهود الإصلاح في تونس.. #خبر_عاجل    تكليف وزارة التجهيز بالتفاوض مع شركة تونسية-سعودية حول إنجاز مشروع تبرورة    قرمبالية: قتيلان و6 جرحى إثر انقلاب سيارة أجرة    الكركم: كنز غذائي وفوائد صحية مذهلة.. وهذه أفضل طرق تناوله    شجرة الجاكرندا في تونس: ظل بنفسجي يُقاوم الغياب ويستحق الحماية    الترجي يطالب بتحكيم أجنبي لمباراته في نصف نهائي كأس تونس    وزارة الحجّ والعمرة تُحذّر من جفاف الجسم    عاجل/ العثور على جثة فتاة مُلقاة بهذه الطريق    النائبة فاطمة المسدي تتقدم بمقترح قانون لضبط ضمانات القروض البنكية وتكريس الشفافية    هام/ بداية من هذا التاريخ: انطلاق بيع الأضاحي بالميزان في هذه النقطة..    للتمتّع بأسعار معقولة في شراء أضحية العيد: توجّهوا إلى نقاط البيع المنظمة    النوم لأكثر من 9 ساعات قد يكون مؤشرًا لأمراض خطيرة.. تعرف على عدد الساعات المثالية للنوم    ب"طريقة خاصة".. مؤسس موقع "ويكيليكس" يتضامن مع أطفال غزة    أربعينية الفنان انور الشعافي في 10 جوان    منتخب الأصاغر يواجه ودّيا نظيره الجزائري    أحمد السقا يعلن طلاقه من مها الصغير بعد 26 عامًا من الزواج    منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر يصل القضاء    عاجل/ في العاصمة: طبيب يطعن زوجته بسكين..    بايدن ينفي علمه المسبق بإصابته بسرطان البروستاتا    كيف سيكون الطقس الأيام القادمة: حرارة غير عادية أم هواء بارد وأمطار؟    طقس اليوم: الحرارة في انخفاض طفيف    تم التصويت عليه فجر اليوم: هذه فصول القانون المتعلق بتنظيم عقود الشغل ومنع المناولة    نابل تحتضن الدورة الثانية من الملتقى العربي للنص المعاصر تحت شعار " المجاز الأخير: الشعر تمرين على الوجود"    السينما التونسية تحصد أربع جوائز في اختتام الدورة التاسعة لمهرجان العودة السينمائي الدولي    هذا موعد رصد هلال شهر ذي الحجة..#خبر_عاجل    رصد هلال ذو الحجة 1446 ه: الرؤية ممكنة مساء هذا التاريخ    لا تُضحِّ بها! هذه العيوب تُبطل أضحيتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديقة بلا سياج : فرانز فانون يعود إلى تونس
نشر في الشروق يوم 23 - 10 - 2012

يوم الجمعة 9 نوفمبر 2012 سيكون روّاد معرض تونس الدوليّ للكتاب على موعد مع فرانز فانون. الطبيب والمفكّر والمناضل ضدّ الاستعمار بأنواعه وأصيل المارتينيك والفرنسيّ والجزائريّ والإفريقيّ بامتياز والمنتمي إلى المعذّبين في الأرض حيثما كانوا.

قبل شهر من رحيله كتب فرانز فانون في رسالة إلى أحد أصدقائه: «نحن لا شيء في هذه الأرض ما لم نكن خدمًا لقضايا الشعوب والعدالة والحريّة. ولْتَعْلَمْ أنّي ما كنت لأتماسك أمام هول الصدمة وأنا أستمع إلى حُكْمِ الأطبّاء لو لم أفكّر مرّة أخرى في الشعب الجزائريّ وفي أبناء العالم الثالث».

لم يهادن فرانز فانون الاستعمار العسكريّ والثقافي وواجه مظاهر الميز العنصريّ ببسالة وجاهر بآرائه الطلائعيّة دون خوف، وحين اشتدّ عليه الحصار في الجزائر لجأ إلى تونس طبيبًا ومناضلاً في حركة التحرير ومحرّرا لجريدة المجاهد.

كان في ذروة عطائه حين اكتشف أنّه مُصاب بمرض اللوكيميا. وعلى الرغم من ذلك ظلّ يكتب ويناضل حتى آخر لحظة من صراعه مع المرض، وتوفّي في الولايات المتّحدة يوم 6 ديسمبر 1961 قبل أن يعود إلى تونس من جديد ومنها إلى مثواه الأخير على الحدود الجزائريّة التونسيّة.

ليس من باب الصدفة إذنْ أن تحتفل تونس بفرانز فانون في أوّل دورة لمعرض الكتاب بعد 14 جانفي 2011.. فقد عرفها عن كثب ومارس الطبّ في مستشفياتها وانطلق من تحليله لأوضاعها كي يطوّر الكثير من أفكاره.. كما عرفته هي عن كثب ونهل أبناؤها من فكره وألهمتهم كلماته في جملة من ألهمت من النُّخب الفكريّة والسياسيّة من إفريقيا إلى أمريكا اللاتينيّة.

أمّا ثالث الأسباب ولعلّه أهمّها فيتعلّق بطبيعة الأفكار التي طرحها فرانز فانون وصلتها الوثيقة بأسئلة المرحلة. مرحلة يشهد فيها الغرب أزمة فكريّة واقتصاديّة حادّة، وتشهد فيها إفريقيا هزّات جديدة، وتشهد فيها تونس مع عدد من البلدان العربيّة مخاضًا مثقلاً بالوعود والمحاذير التي تؤكّد الحاجة إلى عدّة فكريّة جديدة لتحليل الأحداث وفهم طبيعتها ومساءلة آفاقها.

كم تبدو أفكار فرانز فانون قريبة من هذه العدّة الفكريّة المطلوبة.. هو الذي كان من السبّاقين منذ نصف قرن إلى القول بأنّ التحرّر من الاستعمار لا ينتهي بمجرّد الحصول على الاستقلال بل لابدّ من تحرير الذهنيّة والوجدان والفرد ككيان إلى جانب تحرير الشعوب والجغرافيا..

قد يجوز لنا أن نسأل إن لم يكن هذا الكلام صالحًا في شأن التحرّر من الاستبداد أيضًا الذي لا يُطاحُ به حقًّا ما لم يُطَحْ بذهنيّته داخل العقل والوجدان إلى جانب ما يمثّله من شخصيّات ومؤسّسات وجماعات.

وهو ما يؤكّده فرانز فانون في أكثر من حوار وفي أكثر من كتاب، حين يتحدّث عن المقموع الذي يحلم بأنّ يتحوّل إلى قامع! وحين يدعو الشعوب المتحرّرة لتوّها من قبضة الاستعمار إلى الإسراع بتكوين نُخَبٍ جديدة.

النُّخب الجديدة التي يشير إليها فرانز فانون ويدعو إليها بإلحاح هي تلك التي تحمل ثقافة جديدة.. وهي كنايةٌ عن الذهنيّة الجديدة، التي لا بدّ للوعي السياسيّ من التعبير عنها كي يكون في خدمة المصلحة العامّة..

إنّ من شأن غياب هذه النُّخب وهذه الذهنيّة في نظر فانون أن يؤدّي إلى اختطاف الاستقلال (أو الثورات) من طرف انتهازيّين ومحترفي صفقات، لن يمثّلوا في النهاية سوى صور كاريكاتوريّة عن المستعمر، ولن يسمحوا إلاّ بأن تتمخّض حركات التحرّر عن الحزب الواحد والاستبداد.
كم كان الرجل حادّ البصر والبصيرة.
وكم هو شديد الحضور والراهنيّة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.