لا تخلو مناسبة دينية ببلادنا من دون أن تتكدس وتنتشر البضاعة الملائمة لها ومن هذا المنطلق يستغل العديد من المواطنين هذه المناسبات بل ينتظرون حلولها بفارغ الصبر للترويج لسلعهم ما لمسناه عند تجوالنا بأحد أسواق الجهة. هذا ما وقفنا عنده وما لمسناه خلال هذه الأيام فالخضروات الورقية مثل البقدنوس و«الكرافس» والسبانخ»... احتلت الوجهات بالنسبة لبائع الخضر والغلال إذ لا يخلو دكان لدى البائع أو «نصبة»من وجود مثل هذه النوعية وبكميات كبيرة لأنهم يدركون جيد ا بأن الاقبال عليها سيكون بشكل ملفت للانتباه خاصة وان العائلات تتهافت عليها من أجل إعداد «العصبان» وهي عادة دأبت عليها أسرنا. يقول السيد نصر السليطي تاجر مختص في بيع الخضروات الورقية بأن مثل هذه النوعية من الخضر تشهد ذروتها إقبالا كبيرا عليها خلال شهر رمضان المبارك مثل «المقدنوس» و«الكلافس» و«الخص» لإعداد السلاطة كما أنها تعرف أيضا إقبالا منقطع النظير خلال هذه الفترة المتزامنة مع عيد الأضحى المبارك من اجل اعداد «العصبان» لذلك لاتكاد تتفحص قفة ومن دون وجود هذه النوعية وبكميات كبيرة على غير العادة. وبما أن الطلب عليها كبير والكميات المعروضة لا تغطي كامل الاسر فحتما ستعرف ارتفاعا طفيفا في الاسعار على غير العادة. الكثير من العائلات خلال هذه الفترة المتزامنة مع عيد الاضحى تقبل على شراء الفحم سواء من اجل شواء اللحم او من اجل استعمال البخور ومثل هذه العادة لا تخلو من بيت خاصة قبيل ذبح الاضحية. ولهذا الغرض يكون الاقبال على شراء مادة الفحم لدى كل العائلات تقريبا اذ تتساوى هذه العادة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب. وللتعرف اكثر على هذه النوعية من التجارة التي عادة ما تزدهر خلال هذه المناسبة الدينية التقت «الشروق» احد الباعة الذي اختار احد اركان السوق لعرض سلعته. هو شاب لم يتجاوز عقده الثاني (19سنة) ويدعى عادل الدائخي اصيل منطقة سيدي بورويس وجدناه وهو بصدد وزن بضاعته للعديد من الحرفاء الذين احاطوا به دفعة واحدة من اجل شراء احتياجاتهم من الفحم، وبعد ان تنفس السعداء قال بأن البطالة هي من قادته لامتهان هذا العمل والذي يقول عنه بانه موسمي، ويضيف بأنه قام لهذا الغرض بشراء عديد الاكياس من الفحم قصد التفويت فيها خلال هذه المناسبة الدينية والتي عادة ما يكون الاقبال عليها بشكل كبير، اما عن سعر الفحم فيقول الشاب عادل أنه مناسب جدا خلال هذه السنة اذ يتراوح بين ال800و850 ملم للكغ الواحد عكس السنة الفارطة عندما قفز الى الالف مليم من جراء ما لحق الجبال من حرائق اثرت سلبا على كمية الحطب المعدة لهذا الغرض. ويضيف بأن الاقبال على شراء الفحم كبير جدا مقارنة مع الايام العادية لان جل ان لم اقل كل العائلات ببلادنا مجبرة على شرائه. وبعد الانتهاء من حديثنا مع هذا الشاب وجدنا احد المواطنين يتأهب لشراء القليل من الفحم (1كلغ) سألناه بلطف بأن هذه الكمية التي قمت بشرائها لا تفي بالحاجة من اجل استعمالها للشواء فأردف قائلا بانه قام بشراء ما تحتاجه زوجته لإعداد «كانون» من اجل البخور وذلك قبل القيام بعملية ذبح الخروف، ويضيف محدثنا بأن زوجته تقوم بإعداد الشواء من اللحم على الموقد. اما السيد مهدي الشابي وبعد ان انتهى من شراء كل ما امرته به زوجته من مستلزمات عيد الاضحى اطلعنا على محتويات القفة بكل لطف مؤكدا ان اسعار بعض الخضار ارتفعت بشكل صاروخي مثل الخضر الورقية والتي يكثر عليها الاقبال اذ لا تخلو قفة من هذه النوعية لذلك استغل العديد من الباعة هذه اللهفة المفرطة من المواطنين ليقوم بالترفيع بهذه النوعية من السلع المعروضة دون نسيان المنتوجات الاخرى مثل القارص. هذا وتبقى لعيد الاضحى المبارك نكهته الخاصة بالنسبة للعائلات وعاداته وتقاليده الخاصة ولا يمكن الاستغناء عنها ابدا مهما تغير الزمان. صور وتحقيق مراد البوبكري