انتظم مؤخرا بمعتمدية بوحجلة مهرجان الفروسية وسباق الخيل. بمشاركة فرسان ولاية القيروان. وسجل حضور غفير من عشاق الفروسية جاؤوا من مختلف ولايات الجمهورية. التظاهرة مثلت حدثا سياحيا. لكن ماذا عن قطاع الفروسيّة؟ المهرجان اتسم في البداية بالفروسية وهو عبارة عن عرض فرجوي نشّطه فرسان. من بوحجلة ومن زعفرانة. ومتّعا الجمهور ب«المشاف» الذي قدماها بإتقان وتفان ودام حوالي النصف ساعة ونال الاعجاب.
«الشروق» كانت حاضرة لمواكبة فعاليات هذا المهرجان. تحدث الى الطالب حسين الحامدي الذي تحول خصيصا من المعهد الاعلى للرياضة للتربية البدنية بالكاف لمواكبة المهرجان لانه يعشق الفروسية. تغيّت عن الدراسة لمدة يومين لمتابعة المهرجان. وأفاد انه من عائلة مولعة بتربية الخيول وبدوره يعشق الفروسية وسباق الخيل. ولاحظ ان المهرجان لهذه السنة لم تشارك فيه كثير من الخيول. واعتبر سبب عزوف الشباب والفرسان عن الحضور هو غياب الدعم، واعتبر ان هذا الحدث هو مشروع يخدم مصالح الدولة والفلاحين وينشط السياحة في حين أن السلط المعنية غير مبالية لهذا المهرجان حسب قوله.
اما الفارس مختار الهرابي فأفاد بأن الفروسية يرجع أصلها للقيروان ووصف عدة حركات للفارس خلال العرض. كركوب الفارس واقفا على ظهر الحصان رافعا البندقية ويدورها والحصان وقتها يجري او ركوب الفارس بطريقة عكسية (واقف على رأسه) على ظهر الحصان وهو يجري. ويرى ان الفارس تنقصه عدة نقائص مثل بندقية الصيد بالرغم انهم قدموا العديد من المطالب للسلط المعنية واستغرب من تعنتها لعدم الترخيص لهم لانهم فرسان اب عن جد. وسيتم استغلالها للفروسية لا غير وصرح في هذا السياق «الفارس دون بندقية لا يسمى بفارس».
كما اشتكى من غلاء العلف. وطالب بزيادة عدد المسابقات التي هي محددة بمناسبتين فقط في السنة للخيول البربرية في حين أن عدد مسابقات المخصصة للخيول العربية الاصيلة تفوق 15 مسابقة في السنة وكذلك تمييز في قيمة الجوائز حيث 600 دينار للخيول البربرية للفائز الاول وبالملايين للخيول العربية الأصيلة،. كما بين أن عملية تحضير وتهيئة المكان يقوم بها الفرسان وليس السلط المعنية.
محسن الغزي رئيس جمعية الفروسية بالقيروان الجنوبية افاد ان الخيول البربرية والعربية البربرية هي من تراثنا وتقاليدنا وأصالتنا ولم تأخذ حظها في المعارض والمسابقات بالرغم انها اكثر تواجدا في بلادنا وتزيد عن 60 الف رأس. وان التحليل الجيني لا يتحصلوا عليه إلا بعد 4 سنوات في حين أن الخيول الأخرى بعد 45 يوما وهو ما يعيق نشاطهم ويواجهون صعوبة في منح الإنتاج . وأشار الغزي الى ان القطاع مهمش وان العناية به ضعيفة سواء من الدولة او من الشركات التي تعنى بالخيول ليبقى الاهتمام مركزا اكثر على الخيول العربية الأصيلة لأنها يملكها رجال الأعمال حسب قوله.
من بين الجماهير الغفيرة التقينا بالشاذلي برهوي مربي للجواد البربري والعربي البربري. حضر من سبيبة من ولاية القصرين قصد مشاهدة عروض المهرجان. أفاد انه يواجه العديد من المشاكل الادارية في ما يخص بطاقة تعريف فرسه والتحاليل كما روى أنّ فرسه ترشحت ضمن ثلاثة أخرى للمشاركة في المناظرة الدولية لاختيار أجمل فرس ولما تنقل الى تونس للسفر تأجلت الرحلة دون سابق اعلام وبرجوعه في المرة الثانية تم إبلاغهم ان السلط المغربية و التونسية لم يتفقا في خصوص مصاريف نقل الفرس وصاحبها.
وغير بعيد عنه عماد النمري الذي انطلق منذ الخامسة صباحا قصد الحضور للمهرجان. عبر عن اعجابه بالعروض وبحكم انه مربي للخيول فقد تحدّث عن تحمله لمصاريف النقل لمرتين وتحضير فرسه من علف وعناية كبيرة وهو متأسف جدا لحرمان تونس في هذه المناظرة الدولية .
بحكم تواجد معتمد بوحجلة بالمهرجان توجهت له «الشروق» بأسئلة لكنه رفض الاجابة وطلب منا الاتصال به بمكتبه ونسي اننا تخطينا هذه الاساليب القديمة لعدم التصاريح خارج المكاتب، فربما إجابته كانت ستفيد الرأي العام وعلها تساعد الفارس والمربي والمتابعين.
ورغم ان القيروان تحتل مكانا متميزا في تربية الخيول إلا انها لم تأخذ حظها وبقي القطاع مهمشا كسائر القطاعات الأخرى واصبح مطلب فرسان الجلاص ببوحجلة ملحا. ويمكن للفروسية أن تساهم في تطوير السياحة الثقافية وتنشيط الحياة الاقتصادية للجهة التي تشكو من انعدام التنمية. فمتى ستساهم السلط المعنية لدعم مثل هذه المهرجانات؟