كان يومك الأول قلقا ورذاذا وانتشارا للذباب.. هكذا كنت لا تحسن العدّ و ترتيب الكلمات ومعرفة الألوان .. كلما جاء الخريف تمسحها بالريق أو بالرذاذ .. أو بقليل من زيت الزيتون كنت كلما سرقت النظر إليها يباغتك الدوار جميل أن تذكرها الآن.. بمسح ظهرها والوجه ربما يدرك الطفل لذتها ويمحو الشيب و يرتحل في الزمان
(2)
أنا الشاعر المفتون بحبر الذاكرة ولون الغيم أتمثل الآن وقع أزمنتي في زجاج العين وفي مخيال صباحات الكلمات.. كنت لا أشفى من عشقها إلا عند سماع سنفونية ناقوس الدخول سوداء من جلد سكنت القلب وعشّشت في فجوات الذاكرة وفي رائحة الزيزفون .. لون ذاكرتي .. الغيم و البرق وعيون الطفولة الراحلة إلى جنون المكان.. هي محفظة.. تفاجئني صورتها في كل حين.. صدى مذياع.. ملامح أب.. رائحة تراب.. توجيهات زعيم .. وميدعة بلون الرماد..
(3)
كان ذنبي صداقة وجهها وعشق حشوها من الطفولة إلى القبر (نابل 13 سبتمبر 2012)