مازالت العوامل المناخية تشكل مصدر قلق وهاجس لسكان المناطق الريفية بجهة بلطة بوعوان وآخرها الانزلاقات الأرضية التي آتت على عدد من الطرقات والمسالك وصعبت الحركة المرورية وهو ما يتطلّب التدخل العاجل من قبل السلطات المسؤولة. الانزلاقات الأرضية التي تشهدها مناطق كثيرة من جهة بلطة بوعوان شملت الطرقات المعبدة وكذلك المسالك الفلاحية والتي تتمركز جميعها بمناطق جبلية وغابية تستوجب تدخلا خاصا وخطة عاجلة لفرض نمط معين من التعبيد يتماشى والخصوصيات الطبيعية.
فأما الطرقات المعبدة التي غزتها الانزلاقات الأرضية بسبب العوامل المناخية القاسية التي تشهدها الجهة بحكم تراكم الثلوج وكميات الأمطار الغزيرة فنذكر الطريق بين منطقتي «عين دجاج» و«السكاكحة» عبر بلطة وهي طريق تمتد على مسافة 18 كلم غزتها بامتياز الانزلاقات والتقطعات حتى أضحى التنقل فيها محفوفا بالمخاطر إضافة لتواجد بقايا الحجارة المتأتية من السيلان الجارف من المجاري والأنهار.
وأما المسالك الفلاحية فيعتريها الإهمال ونذكر هنا مسلك «البلد السكاكحة» ومسلك «البلد حوطة مباركة «وهو ما جعل التنقل شبه منعدم فاضطر المواطن مكرها للعودة لاستعمال الوسائل البدائية لتأمين رحلته نحو المدينة (بلطة بوعوان بوسالم) لقضاء شؤونه بمختلف أنواعها.
وقد أكد عدد من المواطنين ل«الشروق» أنهم تلقوا وعودا من السلط المحلية والجهوية وحتى على مستوى أعلى لتعبيد هذه المسالك الفلاحية وصيانة الطرقات المعبدة من خلال تشكيل حواجز جانبية وواقيات ضد الانزلاقات والسيول لكن الوعود طالت مما جعل الوضع يبقى على حاله رغم حاجة مئات العائلات من المناطق المذكورة لطرقات جيدة ومسالك مهيئة.
عزلة اضطرارية
سبّبت الانزلاقات الأرضية التي زادت الطبيعة من قسوتها ( الثلوج – السيول ) في عزلة اضطرارية لعدة تجمعات سكانية وتنقلا صعبا لقضاء الشؤون للجميع خاصة في فصل الشتاء عندما تكشر الطبيعة عن أنيابها.
خطة جهوية
مسألة الانزلاقات الأرضية لا تقتصر على جهة بلطة بوعوان فحسب بل هي تشمل الطرقات الجبلية بمختلف مناطق الجهة وخاصة على الطريق الوطنية 17 الرابطة بين جندوبةعين دراهم وقد قدرت صفقات أشغال المتعلقة بالانزلاقات 53 مليارا للمعالجة وقد بدأت عملية تركيز الحضائر الذي اصطدمت بمشكل ايجاد المقاولات المناسبة نظرا لتعقد المسألة علما وأنه تم تركيز الحضائر باعتماد مقاولات وكفاءات تونسية.
وضع المسالك الفلاحية والطرقات المعبدة التي طالتها الانزلاقات الأرضية وبانت بالكاشف هذه السنة بالذات والتي تعاقبت فيها الكوارث على الجهة بأكملها تتطلب تدخلات قياسية للحد من هذه الانزلاقات وطرد هاجس الخوف الذي بات يرافق تنقلات السكان ويعطل مصالحهم خاصة وهذه المناطق تشهد حركة حيوية نظرا لتواجد نشاط فلاحي وكذلك تنقلات للبحث عن الماء الصالح للشراب بفضل تواجد العيون الطبيعية.