يوم العيد هو يوم فرحة ويوم سعادة وتضامن وزرع القيم والاخلاق النبيلة سواء بالنسبة للأطفال او حتى للكبار باعتباره يوما للتلاقي والتزاور «الشروق» رأت أن تزور فئة من أمهاتنا وآبائنا ممن فقدوا عوائلهم نتيجة ظروف معينة هؤلاء هم مقيمو دار رعاية المسنين. وزيارتنا ليست لبحث أوضاعهم هناك أو للحديث معهم حول اسباب تواجدهم في هذه المؤسسة الانسانية ولكن لمشاركتهم فرحتهم ومشاركة من شاركهم هذه الفرحة فرحة العيد إيمانا من «الشروق» بضرورة تواجدها إلى جانب من فقدوا السند.
أثناء زيارتنا وجدناهم وكأنهم أطفال صغار رغم كبرهم البيولوجي أعينهم ترمق الخرفان كأعين الاطفال الصغار، لمسنا فيهم براءة تفوق حتى براءة الاطفال واحتراما للتراتب الاداري كان من الواجب التحدث إلى مدير المؤسسة السيد ابراهيم حمداني الذي لاحظ فرقا شاسعا بين السنوات الفارطة وهذه السنة حيث كان ذبح الخرفان يتم قبل الوقت المطلوب شرعا اي قبل صلاة العيد وذلك ارضاء للسيد الوالي الذي يشرف على ذلك تطبيقا لبروتوكول تزيين النظام فكان الوالي يشرف على عمليات الذبح فجرا ليتفرغ إلى عائلته مبكرا دون مراعاة السنّة والفرض وهذا أمر طبيعي باعتبار ان ولاة بن علي وادارييه لا يهمهم السنة او الفرض او الواجب بقدر ما كان يهمهم ذر الرماد على الاعين أما هذه السنة فيؤكد محدثنا أن عملية الذبح تمت ولأول مرة في تاريخ المؤسسة في الوقت المطلوب شرعا وقد ساعد الادارة ولأول مرة حزب سياسي وهو امر كان ممنوعا بقانون بن علي وهذا الحزب هو حزب النور للديمقراطية والتنمية،
وعن عدد الاضاحي افادنا السيد ابراهيم ان الادارة وفرت خروفين ووزارة المرأة تبرعت بخروف وحزب النور شارك باليد العاملة وعملية الذبح والسلخ، «الشروق» تحدثت إلى بعض المقيمين في الدار فلاحظنا فرحة لا توصف على غرار السيدة ربيعة براهمي وهي فاقدة للبصر والتي أبدت فرحة لا توصف شأنها شأن المسن عبد الوهاب السميعي صاحب 75 سنة الذي توجه بالشكر لكل من ساهم في ادخال الفرحة عليه وعلى زملائه وتمنى ان تتكرر هذه البادرة في السنوات القادمة، خلال زيارتنا وجدنا الكاتب العام الجهوي لحزب النور السيد صالح بن عبد السلام عوادي فسألناه عن سبب وجوده فأجاب بأن حزبه شارك في عمليات الذبح والسلخ ومشاركة هؤلاء فرحتهم علاوة على توفير ستة خرفان لفائدة الفقراء يتم توزيعها حسب حصص في مقر دار رعاية المسنين اين تم ذبحها في حديقة المؤسسة واستدعاء الفقراء لتسلم نصيبهم من اللحم وهم فقراء من خارج دار رعاية المسنين ومن كافة أحياء المدينة على غرار السيدة فاطمة مرواني التي لم تتمتع بأضحية في السنة الفارطة حسب تصريحها ولكن هذه السنة تمكنت من تحقيق حلمها في الفرح بالعيد شأنها شأن من استطاعوا شراء الاضحية وكذلك السيد حسونة الذي ابدى فرحة بالتمتع ببعض اللحم لأبنائه خاصة مع غلاء سعر الخروف هذه السنة.