يوم 31 ماي 2008.. رحل عن هذه الدنيا الى دار الخلد بعد مسيرة ابداعية ثرية ومتنوعة كان فيها كاتبا مسرحيا وروائيا وممثلا تلفزيونيا.. سمير العيادي.. هذا المبدع الذي كانت بصمته واضحة وجلية في الارتقاء بمضامين التنشيط الثقافي والابتكار الفني على امتداد أكثر من 3 عقود.. سيكون محور شريط وثائقي هو الاول من نوعه في مسيرة السينمائية الشابة مروى الجوابي الذي تناولت فيه مختلف التفاصيل وأهم المحطات في مسيرة هذا المبدع الخالد. وحياة الراحل كانت ثرية بالانتاجات والمساهمات في اثراء المشهد الأدبي والفكري في تونس.. وتكفي الاشارة هنا أنه كان من مؤسسي حركة الطليعة الأدبية.. هذه الحركة التي نجد من أبرز رموزها أيضا محمد مصمولي والحبيب الزناد وعزالدين المدني والطاهر الهمامي ومحمد صالح بن عمر مثلت حدثا ثقافيا وابداعيا شغل النقاد خلال فترة السبعينات.. وكان لسمير العيادي دور فاعل فيها.
وسمير العيادي ألف في المسرح والسينما والأغنية وهو ممثل محترف في عديد الأعمال التلفزيونية والسينمائية كفيلم «ريح الفرنان» للمخرج حمادي عرافة الذي التقاه ايضا ككاتب لفيلم قصير (البرنوس) المأخوذ عن قصته القصيرة (البرنس الذي خاطته جدّتي) كما كانت له مشاركة بارزة وهامة في فيلم «خشخاش» لسلمى بكّار من خلال اعداد الدراماتورجيا لهذا العمل السينمائي الهام.
ولئن برز الراحل بتعدد اهتماماته الابداعية فإنه أشرف على مهرجان قرطاج الدولي طيلة دورتين واشتغل مديرا لدار الثقافة ابن خلدون ودار الثقافة ابن رشيق.. دون ان ننسى حضوره البارز في الندوات والملتقيات محاضرا وعضوا في لجان التحكيم في عديد المهرجانات والملتقيات الادبية الوطنية.
... وسمير العيادي.. وحتى آخر رمق من حياته بقي وفيا للابداع فكان قد أصدر رواية (السيدسين) ثم أخيرا رواية (هدير في السحر) التي تقدم جانبا هاما من حياته. وسمير العيادي ايضا مسرحي مبدع بشكل لافت في هذا المتن من خلال اعمال ك«ليلة في حلق الوادي» لليلى الشابي وقبلها رائعته «عطشان يا صبايا» و«رأس الغول» و«عليسة» التي أصدرها في كتاب.
ومما لا شك فيه ان هذا التنوع والثراء في عطاء الراحل سمير العيادي على امتداد حياته يمثل مادة للمخرجة الشابة لكتابة توثيقية تأريخية تنصف الرجل.