تونس - الصباح: رحل إلى دار الخلد صباح أمس الأديب والكاتب المسرحي سمير العيادي عن سنّ تناهز ال61 عاما. سمير العيادي أحد العلامات البارزة على الساحة الثقافية والأدبية في تونس منذ فترة الستينات.. رجل الإبداع في مختلف فروعه... أحب القلم فأخلص له ونذر حياته للتأليف وإثراء المدونة الثقافية والفكرية في تونس... وفي الوطن العربي على حدّ السواء. سمير العيادي نهر لم ينضب معينه حتى آخر لحظات عمره... عاش حياته للأدب فكان أن ترأس وهو في سن العشرين من عمره مجلّة ثقافة التي تزعمت التجديد الأدبي والفكري في تونس ومثلت «صخب الصمت» أولى مجموعاته القصصية الحدث الكبير لدى الأدباء... والراحل العزيز سمير العيادي كاتب شامل... ألف في المسرح والسينما والأغنية... وممثل محترف في عديد الأعمال التلفزيونية نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر الفيلم التلفزيوني «ريح الفرنان» للمخرج حمادي عرافة الذي التقاه مؤخرا ككاتب لفيلم قصير (البرنوس) المأخوذ عن قصته القصيرة (البرنس الذي خاطته لي جدتي) كما كانت له مشاركة بارزة وهامة في فيلم (خشخاش) لسلمى بكار من خلال إعداد الدراماتورجيا لهذا العمل السينمائي الهام. من قرطاج إلى ابن خلدون ولئن برز الراحل بتعدّد اهتماماته الابداعية فإنه أشرف على مهرجان قرطاج الدولي طيلة دورتين واستغل مديرا لدار الثقافة ابن خلدون ثم دار الثقافة ابن رشيق... دون أن ننسى حضوره البارز في الندوات والملتقيات محاضرا وعضوا في لجان التحكيم في عديد المهرجانات والملتقيات الأدبية الوطنية. «مدير السحر» آخر ما كتب جانب آخر في مسيرة الراحل سمير العيادي فقد كان أحد الأعضاء الفاعلين والمؤثرين في اتحاد الكتّاب التونسيين كعضو في هيئته المديرة أو في مؤتمراته العديدة إلى جانب العضوية في نادي القصة. ...وسمير العيادي حتى آخر رمق من حياته بقي وفيا للإبداع أصدر رواية (السيد سين) ثم أخيرا رواية (هدير في السحر) التي تقدم جانبا هاما من حياته. وللراحل عديد المسرحيات آخرها «ليلة في حلق الوادي» بطولة ليلى الشابي... ولن ينسى حتما المسرحيون التونسيون والعرب على حدّ السواء رائعته «عطشان يا صبايا» إلى جانب مسرحية «رأس الغول» وعليسة التي أصدرها في كتاب... إلى جانب عديد الابداعات المسرحية الأخرى لحليمة داود وخديجة السويسي. رحم اللّه الفقيد العزيز... فقد عاش للإبداع الذي يؤسس لمعاني الجمال في الحياة ورحل إلى دار الخلد مخلفا رصيدا متنوعا سيبقى نبراسا يضيء الطريق للأجيال القادمة.