على ربوة بالمدخل الشمالي لمدينة الدهماني من معتمدية الكاف ينتصب منزل الفنان والرسام والنحاة خالد بالقروي الذي عاش مأساة حقيقية نتيجة إعاقة ألمت به لكنه ظل صامدا يمارس عمله رغم ظنك العيش. التقينا بالسيد خالد القروي الذي تحدث عن مصاعب الحياة فيقول :كنت أشتغل في شتى المجالات الفنية حيث شيدت عديد «النافورات» بالدهماني وبساقية سيدي يوسف. لكن مأساتي الحقيقية انطلقت بعد سنة 2000 حيث أصبت (بمرض في الشرايين) لم تفلح عمليات علاجه أو الحد منه وانتهى الأمر ببتر ساقي اليسرى. وبعد خمس سنوات تكرر المرض. وكانت النتيجة بتر ساقي اليمنى سنة 2005 بعد صرف أموال كبيرة على الأدوية الباهظة الثمن. لكن الإعاقة لم تثنني عن مواصلة عملي وهوايتي فقمت بأعمال فنية لفائدة بلدية ساقية سيدي يوسف لكن لم احصل على أجري منها إلى الآن. مضيفا قائلا : أنا اجمع بين النقش على الحجارة والنحت ولوحات الرمل.لقد لاقت أعمالي إعجاب الكثيرين وهم يقصدونني لإنجاز أعمال لهم كنحت حجارة أسوار وواجهات المنازل. لكن أخيرا تفاقمت مأساتي بسبب تآكل أصابع اليدين مما أعاق نشاطي خاصة في فصل الشتاء وتصاعد موجة البرد. وما زاد في تردي وضعي الاجتماعي عدم امتلاكي لدفتر علاج. كما أني لا أتمتع بأية جراية. مستردا في قوله: إعاقتي جزء من مأساتي لكن قساوة الظروف الحالية زادت الأمور تعقدا. فعملية نقش الحجارة تتم أمام المنزل بفضاء مفتوح لكن بمجرد نزول الأمطار يتوقف نشاطي. إضافة إلى ذلك عملية جلب الحجارة من مقطع «جبل برواق» تكلفني 20 دينارا. كما أن تواضع المعدات تجعلني اقضي كامل اليوم في نقش حجر واحد. لذا أرجو من أصحاب القلوب الرحيمة من المسؤولين النظر بجدية إلى وضعي الاجتماعي. فلي خمسة من الأبناء عاطلين عن العمل نسكن جميعا وسط مسكن لا تصله شبكة الماء الصالح للشراب نظرا لارتفاع كلفة الربط وقلة ذات اليد. كما طلب منا إيصال صوته لتمكينه من قرض ييسر له عملية كراء محل وتجهيزه كي يواصل عمله في أحسن الظروف ويكون بعض الشباب في هذا الاختصاص.