اعترفت إسرائيل للمرة الاولى بمسؤوليتها عن اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد) الذي كان الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، كما ورد أمس الخميس في صحيفة «يديعوت احرونوت». وكشفت الصحيفة هوية وصورة قائد وحدة الكوماندوس الاسرائيلي الذي قتل أبو جهاد في قلب العاصمة التونسة في 15 أفريل 1988. ونشرت الصحيفة صورة وكلمات الجندي الذي اطلق النار على الصفحة الاولى، وهو يقول «نعم انا الذي اطلقت النار على ابو جهاد بدون اي تردد، كان ابو جهاد مخيفا لقد تسبب بقتل مدنيين».
وقال الصحافي الاسرائيلي رونين بيرغمان الذي كتب المقالة ان «ناحوم ليف هو الذي ترأس فرقة الاغتيال في تونس». وهي المرة الاولى التي تعترف فيها اسرائيل بمسؤوليتها عن اغتيال ابو جهاد، بحسب الصحيفة. وتابعت يديعوت احرنوت ان «وحدة قيساريا التابعة للموساد هي التي نفذت العملية الى جانب هيئة الاركان العامة (...) وناحوم ليف كان نائبا لقائد الوحدة المسؤولة عن الاغتيال انذاك موشيه يعلون الوزير الحالي من حزب الليكود». وروت الصحيفة أن «26 شخصا شاركوا في العملية».
واضافت ان «الجنود الاسرائيليين نزلوا قبالة شواطىء تونس وقامت وحدة كوماندوس من البحرية الاسرائيلية بنقلهم حتى الشاطىء في تونس وهناك اتصلوا مع رجال الموساد الذين كانوا قد وصلوا قبلهم بيومين».
وتابعت ان «الرجال ال26 توزعوا على مجموعات. قاد ناحوم ليف مجموعة مكونة من ثمانية اشخاص كانت مهمتهم اقتحام فيلا ابو جهاد». واوضحت «يديعوت احرونوت» ان «سيارات جنود الوحدة الاسرائيلية توقفوا على بعد نصف كيلومتر من بيت ابو جهاد. ترجل الجنود وسار ناحوم ليف وجندي اخر كان متخفيا على هيئة امراة وساروا كانهم زوج من السياح في نزهة ليلة ويحملون علبة سكاكر كبيرة فيها مسدس مع كاتم صوت».
واوضحت ان «ناحوم اقترب من الحارس الشخصي في الخارج الذي كان في سيارته واطلق النار على رأسه وقتله. ثم اعطى الاشارة لبقية المجموعة باقتحام الفيلا وقام افرادها باغتيال الحارس الثاني لابو جهاد قبل ان يقوم بسحب سلاحه».
وتابعت «عندما تقدمت المجموعة الثانية كان لديها معدات اقتحام باب الفيلا وكانت وجوههم مغطاة باقنعة. احدى المجموعات دخلت الى القبو كان ينام فيه البستاني وقاموا بقتله».
واضافت ان «احد الجنود صعد برفقة ليف الى اعلى الدرجات اولا وقام باطلاق النار على ابو جهاد الذي يعتقد ليف انه كان يحمل مسدسا». واضاف ليف «افرغت رصاص الرشاش فيه ... لم اخف كنت اريد للعملية ان تنجح. كنت مرتبطا بها كثيرا وعندما اطلقت النار على ابو جهاد وقفت ام جهاد مذهولة وفي حالة جمود».
وكان ليف التقى مع يديعوت احرونوت قبل ان يلقى مصرعه في حادث سير اثناء ارتيادته دراجته النارية في عام 2000.