يحتل موضوع موعد الانتخابات المقبلة صدارة اهتمامات المسؤولين السياسيين ولا يكاد يغيب عن كل المبادرات. فأي موعد يراه السياسيون أنسب لإجراء الانتخابات وهل تكون الانتخابات الأولى رئاسية أم برلمانية؟ مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل تؤكد في جوهرها على ضرورة تحديد أجندة انتخابية لاهم المواعيد الانتخابية المقبلة كشرط من شروط نجاح أي توافق منتظر لذلك حرصت الترويكا على الإسراع في خطوة استباقية بتقديم مشروع لأهم الاستحقاقات السياسية المقبلة ومنها موعد الانتخابات والهيئة العليا المستقلة للانتخابات غير ان موعد 23 جوان المقترح للانتخابات التشريعية والرئاسية من قبل الترويكا لاقى اجماعا من الرفض لعدة أسباب إضافة إلى ضرورة ان يعود تحديد المواعيد بكل دقة الى الهيئة المستقلة للانتخابات.
ولمعرفة المزيد حول الموعد المناسب لاجراء الانتخابات وباي انتخابات تكون البداية اتصلنا بمجموعة من ممثلي الأحزاب الوطنية فكانت الاجوبة التالية.
اسكندر الرقيق : خريف 2013
السيد اسكندر الرقيق عضو المكتب السياسي لحزب الأمان يرى ان خريف 2013 أي شهر اكتوبر هو الموعد الأنسب للانتخابات المقبلة من حيث المناخ والجو العام السياسي والاجتماعي وكذلك من الناحية الفنية اذ يرى انه يجب اعطاء الوقت الكافي للهيئة للاستعداد الجيد وعلى جميع الواجهات للانتخابات كما يضيف قائلا « اعتبر ان الموعد المقدم من طرف الترويكا غير مناسب من جميع النواحي كما أرى ان الانتخابات البرلمانية يجب اجراؤها قبل الرئاسية ويكفي الشعب ما عاش من الزعاماتية والشخصنة على ان تجرى الانتخابات الرئاسية بعد ان تتضح الخارطة السياسية ويعرف كل طرف حزبي وزنه الحقيقي». سعيد العايدي : شهر ماي الأنسب ..التشريعية ثم الجهوية والبلدية عبر السيد سعيد العايدي الوزير السابق والقيادي بالحزب الجمهوري عن موقف حزبه الذي يعتبر شهر جوان غير مناسب لاجراء الانتخابات نظرا لتزامنه مع الامتحانات الوطنية وموسم الحصاد كما أضاف: «اعتبر شهر ماي الأنسب لاجراء الانتخابات وذلك بعد توفير جميع الضمانات لإجرائها في ظروف ملائمة وشفافة كما اعتبر شخصيا ان اجراء الانتخابات البلدية والجهوية امر أكيد لاستكمال أهداف الثورة لاعطاء الشرعية للبلديات والمجالس الجهوية حتى تتجه لخدمة المواطن». العابدي اعتبر ان الانتخابات الرئاسية يمكن تاجيلها الى ما بعد الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية نظرا للوضع الصعب الذي تعيشه البلاد وانتظارات المواطن .
عثمان بلحاج عمر : أواخر أوت بداية سبتمبر
السيد عثمان بلحاج عمرعن حزب البعث أحد أطراف الجبهة الشعبية يقول في نفس السياق « عمليا الحديث عن الفترة الحالية وما تعرفه من ضبابية وازمات اقتصادية واجتماعية وسياسية يجعل من الضروري التسريع بالانتخابات لكن عمليا لا يمكن اجراؤها خارج السياق الذي تحدده الهيئة المستقلة للانتخابات المطالبة بتوفير الضمانة سواء مركزيا او جهويا وليس رئيسها فقط بل كل مكوناتها والقانون المنظم لها باعتبارها هيئة دائمة ستشرف على كل المحطات الانتخابية المقبلة المركزية والجهوية». ويرى بلحاج عمر ان الانتخابات الرئاسية تأتي في المقدمة وذلك بعد اعطاء الرئيس صلاحيات الاعتراض على القوانين التي لا تحظى بالإجماع واعطائه دورا محوريا في المجالس العليا كالاعلام والامن والدفاع والثقافة ..والاشراف مع الحكومة على السياسية الخارجية والامنية . كم يقول محدثنا «أواخر شهر أوت أو بداية سبتمبر هو الموعد المناسب للانتخابات الرئاسية المنتظرة فهو قبل العودة المدرسية وبعد شهر رمضان والعيد ثم تاتي الانتخابات التشريعية بعد مدة تتراوح بين 3 أشهر وسنة لفسح المجال للاحزاب للقيام بحملتها الانتخابية وآمل ان يكون الرئيس والبرلمان من حزبين مختلفين».
لطفي المرايحي : بداية جويلية
السيد لطفي المرايحي الامين العام للاتحاد الشعبي الجمهوري يقول «الموعد المناسب هو من صلاحيات الهيئة المستقلة للانتخابات لكن اذا ترك الامر للتقدير الشخصي فانا اعتبر نهاية شهر جوان وبداية جويلية مناسبة للانتخابات المقبلة وهي تاتي بعد انتهاء الامتحانات الوطنية وقبل شهر رمضان وأرجو ان لا يتم تاجيل الانتخابات الى ما بعد ذلك نظرا لحاجتنا الى سلطة دائمة تعيد الامن الى النفوس وتعجل بالمعالجة الاقتصادية». كما يعتبر الاولوية للانتخابات الرئاسية التي قد تعطي رسالة طمأنة نظرا لبعدها الرمزي في المخيال الشعبي كما يرى ان التزامن فيه بعض التشويش لدى الناخب رغم ما في تعدد المواعيد من تاثير على الاقبال.
محمد جغام : قبل 23 جوان يرى رئيس حزب الوطن محمد جغام ان الموعد الاقرب هو الانسب والأنسب لتونس التي تعيش حسب رأيه فترة صعبة واحداث متتالية ويقول «ياريت الانتخابات قريبة جدا للقطع مع الوضع المؤقت واعطاء انطلاقة جديدة للحياة السياسية واعتبر انه من الممكن اجراؤها قبل 23 جوان المتزامن مع موسم الحصاد والامتحانات لذلك اقترح موعدا قبل دخول فصل الصيف وشهر رمضان كما يمكن البداية بالانتخابات الرئاسية وبعد مدة قصيرة تكون الانتخابات التشريعية ولا يجب ان تتجاوز المدة الاسبوعين».
زهير المغزاوي : شهر سبتمبر
«الفترة المناسبة حسب رأيي لاجراء اول انتخابات هو بداية شهر سبتمبر المقبل لان موعد 23 جوان المقترح من قبل الترويكا موعد غير جدي ويتزامن مع عديد المواعيد الوطنية كما أرى ان الانتخابات الرئاسية يمكن اجراؤها قبل ذلك أي في شهر افريل ولكن المهم حسب رايي ليس التحديد في حد ذاته بل وضع اجندا واضحة المعالم وملزمة لكل الاطراف».