في هذه الفترة من كل سنة يحتد الصراع بين المواطن والقفة وكيفية ملئها بما يرضي رغبات اسرته وبما يتماشى وجيبه رغم ان ولاية سليانة عرفت بطابعها الفلاحي ولا تخلو منطقة من دون ان يتعاطى فلاحوها الزراعات الفصلية. ونقصد بالزراعات الفصلية زراعة الفلفل والطماطم والبطاطا... بالإضافة الى الخضر الورقية.فمثل هذه النوعية من الخضر لا تخلو من منطقة بولاية سليانة لعدة اسباب اهمها طقسها الممطر ونوعية تربتها الغنية لكنها ظلت دون طلبات المواطن واسعارها تتأرجح مثل البورصة المالية وكثيرا ما تشهد صعودا صاروخيا لا يقوى المواطن البسيط على مجابهتها.
لذلك خلفت هذه المعادلة فجوة كبيرة بين المواطن وبين الاسعار المشهورة بالسوق وخلقت بتفكيره عديد الاسئلة التي لم يستطع الى اليوم ان يجد لها جوابا يشفي غليله لذلك كانت لنا جولة في ارجاء احد الاسواق لنقف امام غلاء الاسعار ولنستطلع اراء بعض الباعة والمواطنين حول انتاج الخضر بالكميات المطلوبة التي لا تستطيع ان تغطي حاجيات السوق وبالتالي الطلب وماهي الاسباب التي حالت دون توفرها بالكميات المطلوبة بأسواقنا اليومية؟
«تخضير» منتوج الخضر... الهب الاسعار
في هذا المجال افادنا السيد الاخضر بن عبد الحميد فلاح بان من الاسباب المباشرة التي بلغته اسعار الخضر وارتفاعها المشط في الكثير من الاحيان يعود اساسا الى قلة المساحات المزروعة لهذا الغرض من ناحية والتي لا تغطي عادة الطلب بالإضافة الى التجاء العديد من الفلاحين الى التفويت فيها عن طريق عملية «التخضير»ومثل هذه العملية كفيلة لوحدها للترفيع في اسعارها دون مراعاة المقدرة الشرائية للمواطن مما جعل اسعار الفلفل والطماطم والبطاطا تحلق عاليا .
وعملية «التخضير» كثيرا ما يلجأ اليها الفلاح اولا لاسترجاع ما انفقه من مصاريف مع توفير بعض الربح .اما من يقوم بتخضير المنتوج فهو الاخر مضطر للتفويت فيها بأسعار اخرى للمحافظة على هامش الربح لذلك تكون الاسعار متفاوتة بين المنتج وبين التاجر ويكون المستهلك المتضرر الاكبر من هذه العملية التي اثقلت كاهله ونخرت قواه المادية .
ومن خلال ذلك يكون الفلاح امام خيارين احلاهما مر اما التفويت في منتوجه للمستهلك مباشرة وما يتطلبه ذلك من مشاق ومتاعب تنقل ان كانت له وسيلة نقل للقيام بترويجها بالسوق او لباعة الخضر وما عدى ذلك سيضطر مكرها للتفويت فيها عن طريق التخضير لاختصار مسافة البيع والشراء التي ستكلفه اهدار الكثير من الوقت هو في غنى عنه.
تذمر الفلاح ليس الوحيد بل امتد الى المواطن المتضرر الرئيسي في غلاء المعيشة اذ يوضح الشاب سامي هلال انه احس بالفعل بتدني مستوى المعيشة فاجره الشهري لا يفي بالغرض لسداد الضروريات على مدى شهر كامل فجل الاسعار شهدت ارتفاعا صاروخيا وخاصة الخضر ,وباستغراب شديد ذكر ان ولاية سليانة تشتهر بزراعة الخضر ورغم ذلك فان الاسعار مرتفعة جدا ويدعو الهياكل المعنية بالتدخل لصالح المواطن ونصح بضرورة تكفل المؤسسات التابعة الى الدولة بإنتاج الخضروات حتى لا يحتكر الفلاح التسعيرة وحده وحتى تستطيع الدولة ان تتحكم في الاسعار واستشهد بتدخلها في جلب الخرفان من رومانيا ولولا ذلك التدخل لالهب الفلاحون والقشارة الاسعار.
الشاب نزار الحفناوي اضاف ان الوضع يزداد تأزما مع مرور الأيام وان المقدرة الشرائية في تدني وان الاسعار المعروضة تبعث نوعا من الخوف في المستقبل في ظل عدم تدخل الهياكل المعنية وعدم المتابعة المستمرة لمراقبة الاسعار المعروضة فالمواطن العادي لم يعد يقدر على تلبية حاجياته الضرورية .. وتساءل «كيف سيكون الوضع قريبا اذا ما تواصل عجز المواطن على توفير لقمة عيشه.
وضمن نفس السياق اكد الشاب سفيان هلال انه من الضروري مراعاة مصلحة المواطن فغلاء الاسعار من شأنه ان يعود بالسلب على الوضع الاجتماعي للعائلات ذات الدخل المحدودلكن بين ان الفلاح له الاحقية في رفع التسعيرات باعتبار الاموال الباهظة التي يصرفها في انتاج اي نوع من الخضروات ودعا الى ضرورة وضع حد الى احتكار التجار والى الترفيع المتعمد في الاسعار.
جل الذين التقيناهم اكدوا على ان الوضع يزداد تأزما وان من واجب الهياكل المعنية المزيد من الاهتمام بالمواطنين خاصة من ذوي ضعاف الحال.