يوفر الديوان الوطني للبريد ببوحجلة (القيروان) خدمات كبيرة لحرفائه، لكن المكتب المحلي مازال لم يواكب التطوّر الديمغرافي الأمر الذي ولّد حالات الاكتظاظ وعديد المشاكل بلغت الى درجة الاختناق والإغماء جراء التدافع والفوضى. عبد العزيز الجوادي مدير مكتب البريد ببوحجلة أفاد أنّ الجهة تعدّ قرابة 120 ألف مواطن. وهذا العدد يشكّل عائقا كبيرا أمام جودة الخدمات المسداة من طرف المكتب الذي يحتوي على 3 شبابيك لا غير وقاعة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ال 18 مترا مربّعا والمبنى قديم، الشيء الذي يصعّب تسيير الخدمات بالنسبة للأعوان والمواطنين على حدّ السّواء.
وقد تم رصد 140 الف دينار لتوسعة مكتب البريد ضمن الميزانية التكميلية لسنة 2012 وما تزال المسألة في مرحلة طلب العروض والاستشارات. وأضاف مدير المكتب أن كافة الموظفين يطالبون بمبنى جديد رافضين مبدأ الترقيع كما طالب بضرورة الإسراع في تطويق هذا المشكل وبفتح مكتب ثان.
في فترات الذروة من كلّ شهر يشهد مكتب البريد ببوحجلة اكتظاظا وفوضى، نظرا لتوافد المواطنين من المدينة وأحوازها والمناطق المجاورة مثل هبيرة التابعة لصفاقس والشوامخ والخضراء وزعفرانة التابعة لمعتمدية القيروان الجنوبية نظرا لقربها قصد سحب الجرايات والاستفادة من الخدمات فضلا عن تسديد فواتير الماء والكهرباء وجرايات العائلات المعوزة، وأخيرا دفع الجرايات الخّاصة بعملة الحضائر مما يتسبب في ازدحام واكتظاظ.
كما لاحظنا أثناء فتح المكتب لأبوابه تدافعا كبيرا من الجميع على الفوز بترتيب تفاضلي أمام الشبابيك القليلة، وما رافقه من تنافر وتشنّج للأعصاب، ليتواصل المشهد بامتلاء المكان وبقاء العديد منهم خارجه، وأخطر ما سجّل هو حالة الغثيان والإغماء بالنسبة إلى العديد من كبار السنّ مثلما جرى قبل العيد الفطر حيث سجل اغماءات استوجبت تدخل الحماية المدنية للإسعافات وأعوان الشرطة.
أثناء وجودنا هناك التقينا مجموعة من المواطنين وكان لنا الحديث مع بعضهم، فأعربوا عن استيائهم الشديد من الوضعية الكارثية التي يعيشها المكتب البريدي الضيق. فهو المكتب الوحيد الذي يستقطب يوميا مئات المواطنين ليجددوا مطالبتهم للسلطات البلدية والمعنية بغية التدخل العاجل لإيجاد حل لهذه الوضعية التي أرهقتهم كثيرا، حيث يضطر معظمهم إلى تحمل الوقوف لساعات طويلة من الزمن وسط الاكتظاظ والازدحام بسبب ضيق المقر وكثرة المتوافدين.
هؤلاء وضعهم لا يحسد عليه بتاتا سواء الذين اصطفوا داخل المكتب أو خارجه لأنهم يعانون من مشكلة واحدة الاكتظاظ وارتفاع درجات الحرارة دون وجود مكيفات أو واقيات أو كراسي لأخذ قسط من الراحة قبل حلول دورهم خاصة في فصل الصيف.
مركز بريد بوحجلة بحاجة الى إعادة تهيئة وتأهيل وتزويد بالخدمات التقنية التكنولوجية والضرورية وإضافة أعوان ونوافذ لتسريع الخدمات مع التعجيل في أشغال إحداث مكتب ثان.