رغم الخدمات التي يوفرها الديوان الوطني للبريد فإنه مازال لم يواكب التطوّر الديمغرافي للمدن لتبقى مختلف مكاتبه تشكو من الاكتظاظ وغياب عديد المرافق التي تقتصر غالبا على المراكز الجهويّة وغيرها. «الشروق» زارت مكتب بريد مدينة تستور حيث أفاد موظّف بإحدى الإدارات أنّ مدينة تستور تعدّ قرابة 15 ألف مواطن دون المناطق التابعة لها وهذا العدد يشكّل عائقا كبيرا أمام جودة الخدمات المسداة من طرف مكتب البريد بالمنطقة، باعتباره يحتوي على 4 شبابيك لا غير وقاعة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ال 18 مترا مربّعا ، الشيء الذي يصعّب تسيير الخدمات بالنسبة للأعوان والمواطنين على حدّ السّواء. وخاصة في فترات الذروة من كلّ شهر ، نظرا لتوافد المواطنين قصد سحب الجرايات والاستفادة من الخدمات فضلا عن تسديد فواتير الماء والكهرباء وجرايات العائلات المعوزة، وأخيرا دفع الجرايات الخّاصة بعملة الحضائر.
وبعد لحظات فتح المكتب أبوابه، لنسجّل تدافعا كبيرا من الجميع على الفوز بترتيب تفاضلي أمام الشبابيك، وما رافقه من تنافر وتشنّج للأعصاب وتراشق بعبارات نابية أحيانا وآتهامات عديدة، ليتواصل المشهد بآمتلاء المكان وبقاء العديد منهم خارجه، وأخطر ما سجّل هو حالة الغثيان والإغماء بالنسبة الى العديد من كبار السنّ ، مشهد مؤلم يتكرّر كثيرا في مكتب بريد تستور ، مما ادى الى تزايد الطلبات بالتسريع بتوسيع المكتب وتركيز مقاعد انتظار كافية قصد الإستفادة من الخدمات في أحسن الحالات، دون حصول مكروه للصغير قبل الكبير.
من جهته اكد السيّد مدير مكتب البريد بتستور على ضرورة الإسراع في تطويق هذا المشكل ، مشيرا الى أنّ البريد التونسي يسعى دائما إلى توفير أحسن الخدمات لمنظوريه، وأفاد بأنّ هذا المطلب الخّاص بتوسعة المكتب ،رفع للمصالح المختصّة منذ سنوات عديدة، لكن شيء لم يتمّ .