على موجات الاذاعة الوطنية... وطيلة حوالي ال 3 ساعات تحدث وغنى وأطرب الفنان الزين الحداد المستمعين في برنامج المنشط حاتم بن عمارة الأسبوعي «مائة بالمائة تونس»... كان ذلك في سهرة مكنت المستمعين من اكتشاف موهبة التنشيط الاذاعي للزين الحداد الذي يعتبر من أنجب تلاميذ الرشيدية... فقد فسح حاتم بن عمارة المجال لضيفه لتأثيث سهرة فنية جمعت بين الغناء والتحاور مع المتدخلين والتوقف عند عديد الاشكاليات التي لها علاقة بالشأن الغنائي في تونس بعد الثورة. تحدث الزين الحداد بصراحته المعهودة عن الوضع الفني في تونس وتوقف عند اختياره عدم المشاركة في التظاهرات الفنية الصيفية فأكد أن مثل هذا التوقف كان لابد منه بالنسبة لفنان أعطى الكثير للأغنية التونسية على امتداد سنوات طويلة ودون توقف محافظا على خطه الذي أسس له وهو السير على النهج التونسي في كل ما ينتجه ويقدمه من أغنيات هي عنوان أصالة وخصوصية هذه الربوع الجميلة من الوطن العربي الكبير.
وكشف الزين الحداد عن جديده الذي لم يحد قيد أنملة عن مشروعه الفني المترابطة حلقاته وهي أغنياته للشاعر صلاح الصيد... كما قدّم أغنية جديدة للشاعر الحبيب الاسود وألحان عادل بندقة هي بداية تعاون ضمن مشروع فني طويل المدى بين الاثنين... وعاد الزين الحداد الى البعض من انتاجه المعروف منه أغنية «عيون الناس» للشاعر الجليدي العويني التي تتحدث بلغة صادقة ومعبّرة عن حال المواطن التونسي اليوم... مواطن يعيش الهواجس... ولا يستقر على حال... تلك هي الوظيفة الاساسية للاغنية اليوم التعبير والكشف عن علاقة الانسان بمحيطه...
لئن غاب الزين الحداد عن اللقاء بجمهوره الصائفة الماضية فإن ذلك لم يوقف مواظبته على الانتاج الجديد... انتاج ينتصر لمبادئ التآخي والتسامح بين كل الفئات والاتجاهات والأديان... وهذا الانتاج المتنوع سيثري حتما المكتبة الغنائية التونسية التي تبقى في حاجة ماسة الى المنوعات الاذاعية والتلفزيونية للانطلاق في الأفق الرحب والقطع النهائي مع التوتّر لكسب رهان الانتصار للتفاؤل والاقبال على الحياة بكل حبّ.