سجل المطرب الزين الحداد مؤخرا مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة في ألوانها الموسيقية وتعابيرها الضمنية وفي لقائه مع "الصباح"، كشف محدثنا أنه مزج الإيقاع الغربي مع مقاماتنا التونسية في أغنيته الأحدث "دعاة السلام" حيث نفذ هذا العمل مع الأركستر السمفوني التونسي في توزيع لعماد قنطارة وتتغنى "دعاة السلام" بالتسامح بين الأديان ويدعو لتقبل الآخر المختلف عنا والتحاور معه نبذا للغة العنف وتقول كلماتها التي كتبها محمد الغزي ولحنها جلال الورتاني "اسأل سعف النخل.. اسأل حبات القمح .. ستجيبك انا.. حيث حللنا.. بددنا الليل وزرعنا الصبح..." أمّا عمله الجديد الثاني فهو أغنية "دولة العشاق" أو "العاشقين" في تعاون متجدد مع الشاعر محمد الغزي فيما لحن أشعارها الموسيقي محمد رضا وتطرح هذه الأغنية معاني الحب والعشق في معناها المطلق بحيث يمكن أن تكون كلماتها عن الله أو الأم أو الحبيب.. وأكمل المطرب التونسي في السياق ذاته، أنه يواصل البحث في الأعمال الصوفية المحببة لنفسه والتي يفضلها في عروضه الرمضانية رافضا اعتبار لجوء المغنين لأداء هذا اللون الغنائي اليوم مجرد موضة وأكد أن إنتاج زملائه للأعمال الدينية والصوفية هو إضافة للأغنية التونسية في العموم ولهذا النمط الفني بالتحديد من منطلق أنه يحظى بجمهور عريض في بلادنا. وضمن خانة الأعمال الإيقاعية سجل الفنان الزين الحداد عملا للشاعر الحبيب الأسود والملحن عادل بندقة بعنوان "الله يهدي اللي كان سبب" وفي هذا الإطار أردف مصدرنا قائلا: "أفضل في عملي تقديم مختلف الألوان الموسيقية حتى ألبي كل الأذواق والأغنية الإيقاعية يمكن أن تكون ذات مغزى حين تحمل كلماتها معاني نبيلة وهادفة وهذا ما أسعى اليه في أغانيّ بحكم أني تربيت على سماع كبار مطربنا على غرار علي الرياحي ومحمد الجموسي والهادي الجويني والصادق ثريا". على صعيد متصل، عبّر الزين الحداد عن تفاؤله اثر قرارات وزارة الثقافة في خصوص تطوير المشهد الموسيقي وفتحها لباب الحوار مع نقابة الموسيقيين ممّا يساهم في تبادل وجهات النظر وبالتالي يمكن للفنان التونسي أن يستعيد حقه في برمجة مهرجانات بلاده ونوه مصدرنا في هذا السياق بإنشاء الوزارة المعنية لمهرجان الأغنية الصوفية بالقيروان قائلا: "أسعدني القرار ليس لأني أصيل هذه الجهة ولكن تاريخ القيروان يستحق هذه الالتفاتة وشخصيا سأقدم ملفا لوزارة الثقافة للمشاركة في فعاليات هذه التظاهرة الصوفية التي ستعيد لعاصمة الأغالبة إشعاعها الفني". وفي ختام لقائه ب"الصباح" شدد الزين الحداد على ضرورة مواجهة كل الأطراف المعنية بالحركة الفنية في بلادنا لظاهرة قرصنة الأعمال الفنية وإيجاد صيغة نهائية وحاسمة لمسألة حقوق التأليف والتلحين كما اعتبر محدثنا تنصيص الدستور التونسي على مسألة حرية الإبداع لا بد منه وهو أمر ليس في حاجة لنقاش بقدر ماهو في أمس الحاجة للتنفيذ مشيرا إلى أن الفن والفكر هما أساس رقي الشعوب وتطورها وفضاء للتحاور مع الآخر. تجدر الاشارة إلى أن الفنان الزين الحداد من أبرز أبناء الرشيدية الذين نجحوا خلال العقود الثلاثة الأخيرة في البروز خارج سربها مع الوفاء لأبجدياتها الفنية وتمسكهم بالأغنية التونسية ومن أشهر أعمال هذا الفنان الذي سبق وأن شارك في سهرات الأوبرا المصرية ومهرجان جرش الأردني ومهرجان الأغنية المقدسة بباريس "في عيدك نهديلك وردة" و"عيون الناس" و"نور يا نوارة" إلى جانب إعادته لأعمال الفنان الصادق ثريا والمساهمة في تسجيل أعماله المنسية بدعم من وزارة الثقافة ولعل أشهر ما ردد الزين الحداد لصادق ثريا أغنية "شنية الدنيا" التي حصدت جائزة أحسن مطرب في مهرجان شرم الشيخ في القاهرة 2002.