تعتبر معتمدية بوحجلة (القيروان) من اكبر المعتمديات انتاجا لزيتون الزيت بين معتمديات ولاية القيروان حيث تنتج نسبة 30 بالمائة. ويقدر عدد أشجار الزياتين ب 98 الفا منها 863 الفا زيتون ساحلي و26 الفا زيتون طاولة. توجد 26معصرة في بوحجلة منها 21 معصرة عصرية وباعتبار اهميّة قطاع زيت الزّيتون في الدّورة الاقتصادية وهو مبعث شهرة لتونس في هذا المجال وكما أنّه يساهم في تشغيل يد عاملة مختصّة أو غيرها غير أنّ هذا لا ينفي تراكم عديد الإشكاليات الّتي لم يقع الانكباب بجديّة على إيجاد حلول لها وضبط إستراتيجيّة متكاملة لإعادة مكانة القطاع في أرض الجلاص وفي هذا الصدد تحاورت «الشروق» مع بعض الأطراف.
تفاؤل وتوقعات قياسية
الفلاح عباس الرمضاني يمتلك 250 شجرة زيتون أفاد انه يواجه العديد من الصعوبات أثناء بيعه محصوله من الزيتون العام الفارط نظرا لعدم تنظيم التجار والاحتكار والتلاعب بالأسعار. وطالب بتوفير «رحبة» بمدينة بوحجلة تكون فضاء لصابة الزيتون حتى تكون نقطة بيع تجمع الفلاحين والتجار وأصحاب المعاصر. وقال إنه يواجه صعوبة في توفر اليد العاملة ويلتجئ لأفراد عائلته لجني الصابة فتطول مدة العمل. أما بخصوص توقعاته لصابة هذه السنة فهي اكثر من الموسم الفارط واعتبرها قياسية نتيجة للأمطار الأخيرة وحسب ملاحظاته للعديد من الغراسات الكبرى ببوحجلة على عكس توقعات المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية التي تحدثت عن تراجع. التاجر فوزي شهر «الحرص» بيّن ان الفلاحين والتجار بجهة بوحجلة يواجهون صعوبات وعوائق تحدّ من تطوّر قطاع الزّيتون بالجهة حيث يتعرضون إلى مشكلة المشاتل الجديدة وصعوبة الحصول عليها وكذلك نقص اليد العاملة المختصّة وغير المختصّة ممّا يهدّد فعلا بضياع الصّابة إذا لم يعالج هذا الموضوع وذلك بتكوين العملة واهم طلب بالنسبة لفوزي هو إحداث سوق زيتون ببوحجلة لمنع الانتشار الفوضوي مع تيسير المراقبة ويرى ان وجود السوق سيشغل على الأقل 100 عاطل عن العمل وسينشط الدورة الاقتصادية بالجهة حسب قوله، واقر انه خلال موسم الزيتون يشتري بعضهم المنتوج من الفلاحين ويبيعه لأصحاب المعاصر اغلبهم من صفاقس ويعمل بصفة غير منتظمة نظرا لعدم تواجد «سوق» ويربح في حدود 25 مليم للكلغ او في حدود 300 مليم «للقلبة» وهي وحدة معروفة للفلاحين. مع اقتراب موسم جني الزيتون يعتبر نقص اليد العاملة أكبر عائق لعزوف عدد كبير منهم عن العمل بهذا القطاع وتفضيلهم التوجّه إلى العمل بالحضائر وهو محل تخوفات الفلاحين ومنتجي الزيت الذين تحاورنا معهم وما جعل عملية الخضارة (بيع الزيتون على رؤوس أشجاره) يتكاثر هروبا من تحمل مصاريف الجني ومتطلباته.
رأي المسؤول
وباتصالنا ب «علي سالم الرمضاني» رئيس النيابة الخصوصية ببوحجلة أفاد أن كافة أعضاء النيابة بصدد دراسة إحداث سوق زيتون وينوون تخصيص أرض ملائمة وسيكون التسيير منظما على ذمة البلدية. أما المنجي الشامخي المكلف بالاقتصاد فافاد انه يشرف على الاستعداد الكامل والتنسيق بين مختلف الأطراف من أجل ضمان جمع صابة هذا الموسم في أحسن الظّروف ومنكب بجديّة على إيجاد حلول لها وقال «قد حان الوقت الآن لضبط إستراتيجيّة متكاملة لإعادة مكانة القطاع داخل الأسواق العالمية وفتح أسواق جديدة له وهذا بتشريك جميع الاطراف» أما في ما يخص بوحجلة اكد انه يبشر أهالي بوحجلة عبر «الشروق» بإحداث سوق زيتون هذا الموسم وهو عمل متكامل لكل عمال وإطارات بلدية ببوحجلة. فهل ستأمن صابة الزيتون بأرض الجلاص لتساهم في رفع نسق التنمية المنعدمة.