في استنساخ للتجربة الليبية تعمل واشنطن وحلفاؤها الخليجيين على إنشاء مجلس انتقالي سوري تنبثق عنه حكومة «انتقالية» تحظى بدعم دولي فيما جددت هيئة التنسيق الوطنية معارضة الداخل رفضها لمؤتمر الدوحة لتوحيد المعارضة السورية. أكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى لصحيفة «الحياة»، أن «وفدا أمريكيا توجه إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر المعارضة السورية والذي سيدرس إنشاء مجلس انتقالي جديد ب«مظلة واسعة وآلية عمل»، على أن يحظى هكذا تحرك بداية «بدعم سوري داخلي» ويحدد «الأولويات الوطنية» و»خطوط المرحلة المقبلة».
تدخل أمريكي سافر
وأوضح المسؤول الرفيع المستوى أن «المشكلة الحقيقية التي تعترض المجلس الوطني السوري هو أنه وبعد عام ونصف على ما وصفها ب«الثورة السورية» انتقلت آلية «صنع القرار إلى السوريين في الداخل، بينما المجلس الوطني هو بمعظمه في الخارج ».
وزعم أن واشنطن حاولت العمل مع المجلس منذ إنشائه العام الفائت، لتحسين التواصل مع التنسيقيات والمعارضة في الداخل، وهو ما اعترضته خلافات داخل المجلس وتجاذبات إقليمية وداخلية حالت دون ذلك.
وعليه، أكد المسؤول أن «الجانب الأمريكي سيشارك في المؤتمر «لإعطاء الاستشارة حول كيفية بناء هيكلية عمل تلاقي تطلعات جميع السوريين». ولفت إلى أنه «في حال اتفق المجتمعون على إيجاد آلية جديدة فيجب أن تحظى ومن البداية بدعم من الداخل ».
هولاند يعد بالتسليح
في هذه الأثناء , أشار الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى انه «يجب إيجاد شخصية تمثل المعارضة السورية وتشكيل حكومة تختار شخصية توافقية، والتأكد من العملية الديمقراطية وأن تنظم المعارضة نفسها لتحصل على الشرعية».
وأضاف هولاند انه «علينا مساعدة المعارضة السورية، ولكن قبل ذلك لا بد أن تكون هناك حكومة مؤقتة ومعارضة منظمة نثق بها ونسلمها السلاح ونضمن ماذا ستفعل بالسلاح، وكيف تتصرف به»، لافتاً إلى أن «بلاده تمسك بزمام المبادرة وتحملت مسؤوليتها داخل مجلس الأمن وهي التي جمعت المعارضة السورية وهي من طلبت الاعتراف بها وأدانت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على الانتهاكات ووفرت المساعدة الطبية في الأردن.
ومن دمشق, أكد عضو هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة احمد العسراوي، في اتصال مع قناة «روسيا اليوم»، ان «كل دول العالم تتدخل الآن بالازمة السورية وفق مصالحها وليس وفق مصلحة الشعب السوري»، مشيرا الى ان «اي ازمة في العالم لا تنتهي الا بالجلوس الى طاولة الحوار عندما يتوفر اتفاق بين الفريقين على ارضية ما سيأتي لاحقا، بيد ان النظام السوري أغلق جميع ابواب التفاوض الا على ارضية بقائه»، حسب قوله.
واعتبر العسراوي أن «توسيع قاعدة المعارضة السورية خارج نطاق المجلس الوطني مرتبط بالتوافق المبدئي على سبل حل الأزمة في سوريا»، مشيرا الى ان «هيئة التنسيق لم تشارك في اعداد اوراق مؤتمر الدوحة فمن البديهي ان لا تحضر المؤتمر ذاته».
ورأى ان «مؤتمر الدوحة لن يحل الازمة السورية لان النظام ومنذ البداية اختار الحل العسكري، وبالتالي اغلق جميع الطرق للحل السياسي». وأوضح العسراوي ان «اللقاءات التي تجري ضمن مشروع لتأمين بديل للنظام القائم، في حين ان البديل الذي سيأتي سيكون على نمط النظام الحالي، لانه يريد التفرد في جميع القضايا».