ثلاثية دولية جديدة تضم تركيا وإيران وروسيا لتسوية الأزمة السورية بعد أن ضربت الانقسامات بأطنابها في الجسد السياسي والعسكري للمعارضة السورية التي عجزت عن إيجاد بنية سياسية موحدة. وهي «ترويكا» تستبعد كلا من أمريكا وقطر. ونقل موقع روسيا اليوم الإخباري أن موسكو وافقت على الاقتراح التركي بتشكيل لجنة ثلاثية تضم أنقرةوموسكو وطهران لحل الأزمة السورية.
لافروف في زيارة شرق أوسطية
وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي قد استهل جولة شرق أوسطية بدأها من القاهرة المحطة الأولى قبل التوجه إلى العاصمة الاردنية عمان والأراضي الفلسطينية. كما سيلتقي لافروف في عمان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل.
ويبدأ لافروف محادثاته في القاهرة اليوم الاثنين مع كل من الرئيس المصري محمد مرسي ووزير الخارجية محمد عمرو حول آفاق تعزيز العلاقات الروسية-المصرية التي بلغت في السنوات الأخيرة مستوى الشراكة المتعددة الاتجاهات. كما سيلتقي لافروف نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية والأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا بهدف تنسيق المواقف وبلورة رؤية مشتركة يمكن البناء عليها في حل الأزمة السورية. وخلال الزيارة للأردن يومي الاثنين والثلاثاء سيلتقي لافروف مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ونظيره الأردني ناصر جودة.
انقسام عسكري وسياسي
وفي هذه الأثناء, أفردت جريدة «الأوبزيرفر» الصادرة أمس تقريراً مفصلاً عن انقسام المجموعات المسلحة السورية المعارضة بسبب شريط الفيديو الذي بثته جماعة جهادية على الإنترنت، والذي أظهر إقدام الجهاديين على إعدام عدد من الجنود السوريين الذين وقعوا أسرى في قبضتهم بعد مهاجمة إحدى نقاط التفتيش التي كانوا يحرسونها. وتقول الصحيفة إن الفيديو سبّب انقساماً بين الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري، إذ اتهمت المجلس العسكري المدعوم غربياً بالإنشغال بالصراع الداخلي وممارسة المحسوبية والفشل في قيادة المعارضة.
وتقول هذه الجماعات إن المجلس فشل في إنشاء جيش موحد للمعارضة بسبب رفضه التعامل مع الجماعات الإسلامية وإن هذا، بالإضافة إلى ممارسة المجلس للمحسوبية والتمييز ضد بعض الوحدات، قد جعل بعض المليشيات غير راغبة في الانضباط أو تحمل المسؤولية. ويضيف التقرير أن المشاهد البشعة التي أظهرها الفيديو والتي تظهر إعدام الجنود على أيدي الجهاديين قد أزعجت وحدات المسلحين في الشمال.
ويشير إلى أن الجماعات الإسلامية السورية تتصدر القتال في حلب منذ ثلاثة أشهر، إلا أنها غير قادرة على منافسة الجماعات الجهادية العالمية الأفضل تدريباً والأكثر تمويلاً والتي بدأت تتصدر الحرب على النظام شمالي سوريا. وفي هذه الأثناء , اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي في مقابلة نشرتها صحيفة «الوطن» القطرية أمس أن اجتماعات فصائل المعارضة السورية في ما بينها غير مفيدة، بل يجب أن تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية. وقال صالحي للصحيفة «إننا نرحب بأي لقاء بين الحكومة والمعارضة ونشجعه، أما أن تجتمع فصائل المعارضة في ما بينها وتناقش الأزمة حسب رؤيتها فهذا غير مفيد، وما لم تجلس الحكومة والمعارضة إلى طاولة الحوار فإننا لن نصل إلى نتيجة». وأضاف أن «إحدى النتائج التي يمكن أن تخرج عن اجتماع الحكومة والمعارضة هي تشكيل حكومة انتقالية حسب ما يتفق عليه الطرفان، إذ ليس من المعقول وضع التصورات وتسمية المسميات قبل الدخول في الحوار».
وتعقد المعارضة السورية هذا الأسبوع في الدوحة، اجتماعات مصيرية تبحث تشكيل قيادة سياسية جديدة لها مع إمكانية تشكيل حكومة سورية في المنفى، ضمن مبادرة تدعمها واشنطن.
وبدورها , أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا عدم مشاركتها في مؤتمر المعارضة السورية الموسع والمقرر عقده في العاصمة القطرية الدوحة في الثامن من الشهر الحالي.
وقال بيان صادر عن الهيئة إن الدعوة الى المؤتمر «ينقصها التحضير الجيد والمشاركة المسبقة في الإعداد»، مشيرة إلى أن المؤتمر «لن يكون خطوة بناءة في عملية توحيد المعارضة بقدر ما سيكون سببا لزيادة الفرقة والتشرذم».
وقرر المكتب التنفيذي للهيئة «عدم مشاركة الأحزاب والشخصيات المنضوية في الهيئة بهذا المؤتمر»، معتبرا أن الدعوة الى عقد المؤتمر «لا تعبر عن إرادة السوريين المستقلة».