على وقع أزيز المعارك وجلجلة البنادق في حلب ودمشق يعيش المشهد السياسي السوري سخونة من ناحية مبادرات التسوية السياسية لحل الأزمة إذ قدمت معارضة الداخل ممثلة في هيئة التنسيق الوطنية مبادرة تقول إنها تحظى بدعم موسكو وبيكين وعدد من الدول الأوروبية. أكدت هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا أمس السبت أن روسيا والصين ودولا أوروبية رحبت بمبادرتها لوقف العنف في البلاد.
ترحيب
وقال رئيس هيئة التنسيق الوطني بالمهجر هيثم مناع في اتصال مع قناة «روسيا اليوم» في سياق تعليقه على مبادرة هيئة التنسيق لوقف العنف «إن السفارتين الروسيتين في دمشق وباريس اتصلتا لطلب تفاصيل المبادرة وحصلنا بعدها على الرد الإيجابي»، مشيرا إلى «أن السفارة الصينية أبدت ترحيبا الى جانب عدد من البلدان الأوروبية». وأضاف «أن موسكو وجهت دعوة إلى الهيئة لزيارتها بغية بحث الموضوع بعمق اكبر خاصة وان المبادرة ضربة لعملية الاغتيال اليومي للإنسان السوري والحل السياسي»، بحسب تعبيره.
وأوضح المعارض السوري هيثم مناع أن الدعوة لم يحدد تاريخها «لكنها ستكون في أقرب وقت ولن تتعدى شهر سبتمبر الجاري». وقال مناع «إنه لم يحدد بعد إن كان سيزور دمشق لحضور مؤتمر المعارضة، مضيفا أن الأمر يتطلب ضمانات للمشاركين من السلطات»، مؤكدا أنه «إذا لم يكن هذا المؤتمر مستقلا تماما فسيفهم على أنه مؤتمر يصب في خدمة النظام أكثر مما يصب في خدمة الثورة».
وكانت «هيئة التنسيق» في سوريا، أطلقت مبادرة وطنية لوقف العنف وتحقيق تغيير ديمقراطي جذري في البلاد، ودعت المبادرة إلى التوافق على هدنة مؤقتة بين جميع الأطراف التي تمارس العمل المسلّح وفي مقدمتها قوى النظام، تبدأ قبل عيد الفطر، وعدم إجراء أي عمل عسكري وإطلاق سراح جميع المعتقلين خلال أسبوع من بدء سريان الهدنة، والسماح لهيئات الإغاثة بإيصال المعونات الغذائية والطبية وتسهيل معالجة الجرحى في المستشفيات العامة والخاصة. كما اقترحت المبادرة أن تشرف الأممالمتحدة ممثلة ببعثتها في سوريا أو بمن ترتئيه، على تنفيذ هذه الخطة بعد إجراء تعديلات على حجم المراقبين وصلاحياتهم.
في هذه الأثناء، كشفت وكالة «ايتار تاس» الروسية نقلا عن مصدر سوري، قوله إن وفدا من المعارضة السورية الداخلية، سيزور موسكو في الأيام القليلة القادمة. وبين المصدر أنه «من الممكن أن تحفل الزيارة بلقاءات مع مسؤولين رفيعين روس كما ستشمل لقاءات مع مختلف وسائل الاعلام لاطلاعها على أهم المستجدات على الساحة السورية».
ويرأس وفد المعارضة السورية إلى موسكو، القيادي في «تيار طريق التغيير السلمي» المعارض، فاتح جاموس، الذي كان طالب في وقت سابق من الشهر الحالي، السلطة بإقامة حوار وطني لتحديد المخاطر وسبل الخروج من الأزمة الوطنية.
وعلى الطرف النقيض من هيئة التنسيق الوطنية تمترس مجلس اسطنبول وراء شروطه المسبقة رافضا كل المبادرات الإقليمية لحل الأزمة السورية . إذ أعلن المجلس الوطني السوري المعارض رفضه للمبادرة التي طرحها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أول أمس في مؤتمر قمة عدم الإنحياز في طهران، لحل الأزمة السورية.
وقال مدير المكتب الإعلامي للمجلس محمد السرميني إن مبادرة المالكي شأنها شأن المبادرات السياسية السابقة لا ترقى إلى مستوى التضحيات التي يقدمها الشعب السوري، واتهم السرميني الحكومة العراقية بالعمل إلى جانب إيران لدعم النظام السوري بالمال والسلاح.
ودعا الدول الساعية لحل الأزمة السورية إلى اتخاذ خطوات عملية وعدم الإكتفاء بالمبادرات ذات الطابع الإعلامي، على حد تعبيره. وكان المالكي قدم أمس إلى مؤتمر قمة عدم الإنحياز التي اختتمت أعمالها في طهران، مبادرة لحل الأزمة السورية، تضمنت بنودا من بينها تشكيل حكومة انتقالية وإجراء حوار بين الأطراف المتنازعة بإشراف عربي ودولي. وقد أعلنت دمشق ترحيبها بهذه المبادرة ونقلت وكالة أنباء أرنا الإيرانية عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله خلال لقائه المالكي في طهران إن دمشق ترحب باقتراح العراق القاضي بتشكيل لجنة من الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز لحل الأزمة السورية.