اشتعلت النيران بعد ظهر الأحد في مقر اللجنة الأمنية العليا التي تشكلت العام الماضي لمحاولة تنظيم الجماعات المسلحة و تواصل التوتر كامل الليلة قبل الماضية بينما حذر سياسيون أمس من أن الاشتباكات المتواصلة بشكل متقطع تنذر بحرب أهلية. اندلعت اشتباكات بالقذائف الصاروخية والأعيرة النارية بين ميليشيات ليبية مكونة من ثوار سابقين أول أمس في العاصمة طرابلس ما أدى إلى اندلاع النار في مبنى أمني وسقوط خمس ضحايا على الأقل ما يبرز التحديات الحقيقية التي تواجه السلطات في فرض الأمن والسيطرة على سلاح المليشيات.
وقال النائب في البرلمان الليبي موسى الكونى أمس ل«أنباء موسكو» إن الحادث يأتي ليبرز «التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة لإعادة دمج الثوار السابقين وتكوين جيش قوي قادر على فرض الأمن.
وأضاف الكوني أن الاشتباكات اندلعت نتيجة «لعدم انضباط احدى الكتائب بعينها»، لكنه لم يؤكد أو ينفي سقوط قتلى. فوضى في طرابلس ويسلط تضارب الأنباء عن سبب الهجوم الضوء على حالة الفوضى الخطيرة التي تحكم عمل الميليشيات شبه الرسمية في ليبيا التي تمتلك الكثير من القوة ولها ولاءات لا تتفق بالضرورة مع ولاءات الحكومة.
وقال سكان بحي سيدي خليفة بجنوب طرابلس إن الاشتباكات اندلعت بعد منتصف ليلة الأحد حين دب شجار بين وحدتين من الميليشيات تعملان بتفويض من اللجنة الأمنية العليا بشأن عضو محتجز من احدى الوحدتين.
والوحدتان تابعتان للجنة الأمنية العليا وهي هيئة شاملة لجماعات مسلحة مختلفة رفضت الانضمام للشرطة أو الجيش قائلة انها لا تزال تدار بواسطة موالين للقذافي. ودوت أصوات إطلاق النار في الحي فيما اضطر مدنيون لإغلاق شارع الزاوية حيث احتدم القتال لمنع السيارات من دخول موقع الاشتباكات، وهرع كثير من المدنيين إلى منازلهم لإحضار أسلحتهم الشخصية.وقال مقيم يدعى خالد محمد «طلبنا الشرطة في ساعة مبكرة يوم الأحد لمساعدتنا في وقف اطلاق النار لكن لم يأت أحد».
وقد تحولت الى المنطقة وحدة تابعة للجيش و لكن الليلة قبل الماضية أي بعد مرور أكثر من 12 ساعة. وأثارت رصاصة أطلقت من مبنى قريب حالة من الذعر في مستشفى طرابلس المركزي وركض الأطباء والممرضات للاحتماء، وقال طبيب يدعى خالد بن نور إن المستشفى استقبل خمس حالات إصابة من الاشتباكات.
وأضرم رجال ميليشيا ليبيون النار في مقر أمني بوسط طرابلس (أول أمس أيضا )ونهبوا محتوياته. ونهب مقاتلون موالون للحكومة أيضا متاجر في منطقة شارع الزاوية الذي تناثرت به البضائع والحطام.. وتبادلت الميليشيات في وقت سابق إطلاق النيران حول المبنى الأمني.
شبح الحرب الأهلية
وقد تضاربت اقوال شهود العيان حول الأطراف المشاركة في هذه الاشتباكات، فهناك من يقول انها بين أهالي العاصمة من ناحية واحدى الميليشيات المسلحة التي يبيع بعض عناصرها خمورا ومخدرات، وبهدف طردها من حي الزاوية، بعد ان وصل صبرهم وتحملهم الى نقطة الانفجار، وهناك تقارير أخرى تقول ان الصدام دار طوال الليل وحتى ظهر أمس الأول بين ميليشيا، سحب فوزي عبد العال وزير الداخلية السابق غطاء الشرعية عنها، وأخرى ما زالت تعمل تحت غطاء وزارة الداخلية، ويعاني سكان العاصمة طرابلس من انقطاع كامل للمياه منذ أكثر من عشرة أيام، وشبه انعدام في الخدمات الأساسية، وأكوام القمامة باتت من المعالم الرئيسية وتزداد ارتفاعا يوما بعد يوم، ومن المؤكد أن الانهيار الأمني والمواجهات بين الميليشيات باتا مصدر القلق الأكبر.
ويتحدث القادمون من طرابلس عن جنوح بعض السكان الى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم بسبب حالة الفوضى الأمنية. وارتفاع معدلات السرقات والسطو المسلح من قبل عصابات محترفة، في ظل غياب شبه كامل لقوات الأمن، وانتشار الحواجز التي تقيمها الميليشيات وقوات الجيش في معظم الطرق.
وينذر تواصل الاشتباكات المتقطعة و لجوء «السكان العاديون» لحمل السلاح من أجل الدفاع عن النفس بانجرار ليبيا الى حرب أهلية خصوصا مع تفجر الوضع في بنغازي (بانفجار سيارة ملغمة أمس الأول) و تواصل عدم الاستقرار في بني وليد.