بعث ديوان الاراضي الدولية يوم 12 ماي 1964 والذي يوافق يوم الجلاء الزراعي والديوان هو هيكل يشرف على التصرف في الضيعات الفلاحية بموجب القانون 1961 من الشمال الى الجنوب فهل تمكن من حماية الضيعات؟ ضيعة شماخ من بين الاراضي العائدة بعد فترة التعاضد الى حدود سنة 1969 وكانت تلك الفترة غير ناجحة مما دفع الفلاحين الى بعث شركة احياء وتنمية بين سنة 1973 و1978 وفي فترة وجيزة حوالي خمس سنوات لعبت الشركة دورا هاما في التنمية المحلية والجهوية وخاصة في مجال التشغيل وإحداث مناطق سقوية اذ تكفل مكتب الدراسات صلب الشركة من القيام بعدة مشاريع فلاحية وتنمية بعض المشاريع بالجهة كما حافظت الشركة على صيانة البنية الاساسية للضيعة وتنمية واستغلال الزياتين بطرق حديثة فكانت فترة نمو وانتاج كبيرتين وهذه النتائج دفعت بالمسؤولين انذاك الى إستعادة الضيعة ووضعها من جديد تحت سلطة الاراضي الدولية بتونس وكان قرارا قاسيا على التنمية المحلية والجهوية وخاصة الفلاحين الذين كانوا ينتظرون الكثير من المساعدات التي وعدتهم بها الشركة, تلاشت الامال ووصل الوضع الفلاحي بمعتمدية جرجيس كما نراه اليوم ولم يتمكن ديوان الاراضي الدولية من تجديد اصول الزياتين وتمكين الفنيين من مقاسم ولم يتمكن من اصلاح البنية الاساسية للضيعة ومن تقديم مساعدات للفلاحين باستثناء بيع الفيتورة او الحطب الاخضر وقليل من البيض وبعض من رؤوس الاغنام غابت المساعدات رغم الامكانيات الضخمة التي توفرها ضيعة شماخ وحتى المتقاعدين الذين كانوا يشتغلون بالضيعة لم يتم سداد شغورهم من ابناء المعتمدية المعطلين عن العمل فضلا عن معاناة الزياتين من الشيخوخة وتقلص المنتوج نتيجة عدم التجديد رغم وجود برامج كبرى في السنوات الاخيرة لتجديد الزياتين بالضيعة، وفي كل موسم زيتون تشهد الضيعة سرقة ثمارها وحطبها ولا بد من تعزيز الاجراءات الامنية وتفعيل القانون للمحافظة على الصابة من السرقات، ورغم الموارد المتوفرة فان اهالي جرجيس لم ينتفعوا بخيرات مدينتهم وقلة من استفادوا من التشغيل الموسمي بتعلة ان شباب جرجيس لا يحب العمل في مجال الفلاحة، ان البنية الاساسية بالضيعة باتت هرمة ومن واجب الادارة المركزية العمل على الاعتناء بهذا الجانب فموارد الضيعة لم توظف لإصلاح القطاع الفلاحي في صنفيه البري والبحري, وبات من الضروري تجديد غراساتها المسنة والعناية ببنيتها الاساسية ولن يكون هذا يسيرا في مرحلة يشهد فيها القطاع مرحلة صعبة إلا بتضافر جهود الدولة أولا ومختلف الاطراف من فلاحين وذوي الخبرات والكفاءات العلمية ثانيا.