قدم الشاعر منصف الوهايبي صباح أمس في مهرض تونس الدولي للكتاب مقاربة للحرية والإبداع وذلك في مداخلة أكد فيها أن لا سقف للحرية عندما يتعلق الأمر بالابداع. كان ذلك ضمن الندوة الفكرية التي احتضنها معرض الكتاب. مداخلة الشاعر منصف الوهايبي كانت ضمن الجلسة الأولى لندوة «حرية الإبداع بين الحدود والآفاق» ضمن البرنامج الثقافي للدورة التاسعة والعشرين لمعرض تونس الدولي للكتاب وقد شارك في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور فتحي التريكي كل من الرسامة التشكيلية والجامعية نادية الجلاصي والروائي محمد الجابلي والباحث في الحضارة العربية مختار الخلفاوي والجامعي سامي براهم ومنصف الوهايبي وغيرهم.
الشاعر منصف الوهايبي قال إنه لا سقف للحرية عندما يتعلق الأمر بالإبداع وأكد ان الشعر العربي قبل الاسلام لم يعرف الغزل كمذهب مستقل بذاته بل كان جزءا من القصيدة ولم يتطور الغزل الا بعد الاسلام كما لم يعرف الشعر العربي قبل الرسالة المحمدية الخمريات كمذهب مستقل في حين أصبح تمجيد الخمر ظاهرة شعرية بعد الاسلام واعتبر عمرو بن كلثوم الذي غير قاعدة الاستهلال من الغزل الى الخمريات مقدمة لولادة فن الخمريات مع أبي نواس رغم أن العرب قبل الاسلام كانوا يستوردون دنان الخمر من الشام والحيرة وكان ثمنها باهظا جدا لكن لا نجد أي قصيدة مستقلة في الخمر الا بعد ظهور الاسلام.
واستشهد الوهايبي بحادثة الشاعر أبو محجن الثقفي الذي جمع الأصفهاني شعره في الأغاني وقد ظهر في عهد الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أراد أن يقيم عليه الحد بسبب قصيدة في الخمر لكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه منعه من عقابه استنادا إلى الآية الكريمة في صورة «الشعراء» يقولون ما لا يفعلون واعتبر بذلك ان النص الديني يفصل بين قول الشاعر وفعله وان القصيدة بما هي نظام لغوي لا يمكن ان تعكس سلوك الشاعر وأكد أن الخمريات مذهب لا يوجد في أي ثقافة أخرى باستثناء الثقافة العربية الاسلامية.
كما أشار الوهايبي ان الشعر الجاهلي لا توجد فيه أي قصيدة تتغزل بغلام في حين نجد ذلك بعد الاسلام وكل هذا يعني مساحات الحرية الكبيرة التي عرفها تاريخ العرب بعد ظهور الاسلام.
وخلص الوهايبي إلى أن الحرية بحدود وضوابط هو ما يفسر عدم ظهور أي مبدع في جماعة الاخوان المسلمين في مصر كما قال الدكتور سعد الدين ابراهيم واعتبر ان الحركات الاسلامية ليس لها مبدعون لأنها تنطلق من البداية في وضع الحدود للحرية.
أما الرسامة نادية الجلاصي التي مازالت تلاحقها تبعات أعمالها الفنية في العبدلية خلال شهر جوان الماضي فطالبت بالتنصيص على حرية التعبير في تونس والتنصيص على الممنوعات أيضا وهي الحقد والكراهية والعنف والتمييز بين المواطنين وأكدت أن هذا يحتاج إلى ارادة سياسية. وتواصلت الندوة بعد ظهر أمس مع مجموعة أخرى من المداخلات .