* الهادي المرابط enter * الى شهيد العلم والمعرفة: فيصل الهزبري الزهراء enter ما كان له أن يذهب بعيدا ويشقى، فهو وحيد أبويه، وقد وفرا له من المنازل فقط، حوالي سبعة، خمسة منها مسوغة، الى جانب مكاسب أخرى... لكنه آثر أن يعيش كريما، ولا كرامة، بالنسبة إليه، بدون تحصيل العلم وكسب قوت اليوم بعرق الجبين، فيمّم وجهه صوب الشام، ومن دمشق عاد بشهادة الباكالوريا. ثم غرّب وحطّ به الطموح في مورتيانيا. ومن نواق الشط جاء بالاستاذية في القانون. والمحطة الاخيرة كانت عاصمة النور، باريس، حيث كان ينوي الفوز بشهادة الدكتورا، لكن المرض اللعين (السرطان) لم يمهله حتى نهاية الحلم... enter فإلى روحه هذا القصيد: enter سيّارة فيصل في المراب enter السيارة تربُض في الوحشهْ enter عند حدود «السان» enter تجترّ الصمت وراء الصمت وراء الباب enter * * * enter سيّارة فيصل تعلوها الغربهْ enter ويهبّ عليها بردُ الريبة والحيرهْ: enter ما للفيصل لَم يأت، يا «إفّال»؟ enter ما عاد كعادته، ما شقشق مفتاحا، enter ما غنّى كالأمس، enter ما مازح أصحابْ enter ما حيّى جارا، enter ما عاين زيتا او دولاب! enter ما باله أطنب في الغيبة، يا «صربون»؟ enter أتُراه تعمّدها؟ enter أو هو تغمّدها... enter ... تلك الشمس الخضراء enter حتّى صارت ثوبا وشرابْ؟ enter أم أنّه آثر بحرا عليسيا enter يتلو فيه سفر الحلم enter يغفو كالزهرة في الكمّ enter على صدر «السيدة» الأم enter أو الأم «الزهراء» enter يترشّف بسمتها الصيفيّهْ enter ويُداعب خفق الأهدابْ؟ enter أتراه هوى... enter ... في صفحة نوم عذب؟ enter أم في كأس قاتمة الطعم؟ enter أتُرى الشوق الى «العربي» enter فتح الأبواب على البلوى، enter وكتاب عذاب؟ enter مهلا! enter مهلا! enter ها أن الزقزقة المبثوثة في البيت enter تورق في نجليه والبنت enter ورْد الترحاب enter الفيصلُ جاء enter الضحكة تسبقُه enter الفيصل جاء enter الكحّةُ تصحبه enter والفيصل ممتن جدا جدا enter قطف الأنسام هنالك، لطفا لطفا enter حضن الأحباب هنالك، ودّا ودّا enter شرب الأشواق من الأعماق enter ... ورْدا ورْدا enter ثمّ الفيصل اب enter الفيصل غاب وآب enter الفيصل آبَ وذاب enter وذابَ enter وذابْ enter كالماء تبخّر قطرة طل enter وحواهُ سحابْ enter * الهادي المرابط الزهراء: ديسمبر 2003