عبد الكريم الخالقي في قهوتي بعض مرّ.. ولكن لذيذ.. تماما... تماما.. فلا تغفلي عن جفافي فإني اذا ما ذكرت التراب أفيض.. أفيض ولست أبالي بطول الليالي ولست اخاف الوميض فقد ادركتني رياح صباي وقد علمتني عيون المهى فنون هواك وشوق القريض واني على الرغم من سنوات الجفاف وجرح انكفائي احنّ الى وردة في الفلاة وأغنية للحزانى.. برغم البعاد البغيض فمرّي الى بعض شوقي إذا ما مررت بكأس نقيض فإني الأحقّ بماء ترابك واني الأحق بكل النبيذ وسيري الى مغربي رغم حبسك وكوني كماعهدتك دوما...... .. ومرّي.. اللذيذ.. فإني على أهبة دائما.. لقتل البعاد البغيض فلا تهربي من عيوني ولا تهربي من جنوني ولا تصمتي حين مدّ الكلام.. وحين ارتخاء جفوني وحين ابتداء الوميض..!! .............................. .............................. ** رسالة من تحت القبر شعر: عبد السلام لصيلع * الاهداء: الى صديقي الرائع محمد صلاح الدين بن حميدة... رجل كألف. من هنا... من تحت القبر أكتب إليك. آه لو تدري... آه، لو ترى يا أخي يا صديقي ويا رفيقي، كم هي حياة أخرى. الحياة هنا ليست كحياتكم. عفوا أنا لم أودّعك ليس لاني لا أحبك بل... لم أكن أعرف أني سأموت فجأة، فهل غفرت لي نسياني؟ حتى أنا عندما جئت الى هنا نسيت أهلي وعنواني هنا لا خوف لا رعب لا حرب لا موت... لا حقد لا كبت لا جوع لا فقر... لا شرّ لا لؤم لا غدر لا عُهر... لا حزن لا عنف لا ميز لا حيف... لا قمع لا ظلم لا ذلّ لا قهر لا عسف. لا قلق لا أرق. الحياة هنا هي الحياة... وحياتكم هي المأساة. أنا سعيد هنا مع أمي وخالتي وجدّي وجدتي... آه لو ترى جنّتي... كم أنا حرّ طليق يا صديق. أفكر أكتب أتكلّم أمشي... لا رقيب... لا أحد يتنصّت عليّ... لا قيد في يديّ لا امرأة لئيمة تنافقني وتخادعني. لا زمن عجيب... ولا إنسان غريب. لا لصوص لا عسس... هنا. لا تعب لا غضب... ولا عرب خونه. فسلام إليك مني والى من يسأل عني... اطمئن... وتذكّرني. قمرت في 21 ديسمبر 2003 لون الضحى شعر: حاتم النقاطي ( 1 ) تلك الشمس التي غفلت عنا تثاءبت هذا الصباح ترقب وجوها غارقة في الطين والامنيات تزحف... نحو ساحات مفجوعة بوعود الامس هناك... قهقهات الاطفال همس الصبايا ظل الضحى ( 2 ) أنا هكذا... تربكني الثياب التي سألبس والنعل الذي سأدوس فرحة الحياة... عاريا أتمدّد في السرير ألوك... لذة الامس عطر امرأة من غيم وشهوات الخيال بني خيار نوفمبر 2003 ** الفيصل في السحاب الهادي المرابط * الى شهيد العلم والمعرفة: فيصل الهزبري الزهراء ما كان له أن يذهب بعيدا ويشقى، فهو وحيد أبويه، وقد وفرا له من المنازل فقط، حوالي سبعة، خمسة منها مسوغة، الى جانب مكاسب أخرى... لكنه آثر أن يعيش كريما، ولا كرامة، بالنسبة إليه، بدون تحصيل العلم وكسب قوت اليوم بعرق الجبين، فيمّم وجهه صوب الشام، ومن دمشق عاد بشهادة الباكالوريا. ثم غرّب وحطّ به الطموح في موريتانيا. ومن نواق الشط جاء بالاستاذية في القانون. والمحطة الاخيرة كانت عاصمة النور، باريس، حيث كان ينوي الفوز بشهادة الدكتورا، لكن المرض اللعين (السرطان) لم يمهله حتى نهاية الحلم... فإلى روحه هذا القصيد: سيّارة فيصل في المراب السيارة تربُض في الوحشهْ عند حدود «السان» تجترّ الصمت وراء الصمت وراء الباب * * * سيّارة فيصل تعلوها الغربهْ ويهبّ عليها بردُ الريبة والحيرهْ: ما للفيصل لَم يأت، يا «إفّال»؟ ما عاد كعادته، ما شقشق مفتاحا، ما غنّى كالأمس، ما مازح أصحابْ ما حيّى جارا، ما عاين زيتا او دولاب! ما باله أطنب في الغيبة، يا «صربون»؟ أتُراه تعمّدها؟ أو هو تغمّدها... ... تلك الشمس الخضراء حتّى صارت ثوبا وشرابْ؟ أم أنّه آثر بحرا عليسيا يتلو فيه سفر الحلم يغفو كالزهرة في الكمّ على صدر «السيدة» الأم أو الأم «الزهراء» يترشّف بسمتها الصيفيّهْ ويُداعب خفق الأهدابْ؟ أتراه هوى... ... في صفحة نوم عذب؟ أم في كأس قاتمة الطعم؟ أتُرى الشوق الى «العربي» فتح الأبواب على البلوى، وكتاب عذاب؟ مهلا! مهلا! ها أن الزقزقة المبثوثة في البيت تورق في نجليه والبنت ورْد الترحاب الفيصلُ جاء الضحكة تسبقُه الفيصل جاء الكحّةُ تصحبه والفيصل ممتن جدا جدا قطف الأنسام هنالك، لطفا لطفا حضن الأحباب هنالك، ودّا ودّا شرب الأشواق من الأعماق ... ورْدا ورْدا ثمّ الفيصل اب الفيصل غاب وآب الفيصل آبَ وذاب وذابَ وذابْ كالماء تبخّر قطرة طل وحواهُ سحابْ الهادي المرابط الزهراء: ديسمبر 2003 ** قبل أن تبلغ الأربعين معز الجلاصي قبل أن تبلغ الأربعين تدرّب على حكمة الصّمت تعلّم لغات الشجر.. سقسقة العصافير.. هسهسة الحصى.. والحجر قبل أن تبلغ الأربعين تعلّم كلّ اللّغات وانسَ.. لغات البشر * * * قبل أن تبلغ الأربعين اقلب الكأس على الطاولة واعتذر للنّدامَى ما عادت الخطوات ثابتة وكفّك ترتعش لن يحنو على ترنّحك أحد ولن تجد من يقودك إلى البيت في رفق وفي تؤدة لن تجد شبّاكها مفتوحا كما وعدت وستسقط عديد المرّات على السلّم المفضي إلى بابها لتعود محزونا مجروحَ الخاطر عندما تسمع ضحكتها مع من يؤنس وحشتها * * * قبل أن تبلغ الأربعين تهجّى مليّا كتاب الحياة ارتشف شايَك على مهل وارحلْ بعيدا مع أغاني الرّعاة احجز بنفسك في القطار الأخير واحذرْ أن يفاجئك.. قبل محطّة وفي ا لبال أمنية من الأمنيات.