يوم غضب شهده أمس قطاع النقل برّا وبحرا وجوّا عبّر عنه الأعوان من خلال حملهم للشارة الحمراء احتجاجا على مواصلة تعنت الوزارة واتجاهها نحو إعادة هيكلة عدّة مؤسسات دون استشارة الطرف النقابي وكذلك عدم احترامها للاتفاقيات المبرمة معها. حمل الشارة الحمراء في كافة المطارات ومؤسسات قطاع النقل دعت اليه الجامعة العامة للنقل بسبب رفضه الوزارة فتح باب الحوار والتوصل الى قرارات ترضي جميع الأطراف وغياب الوزير عن مشاغل القطاع واهتمامه بقضايا تزيد من تعميق أزمة أبناء القطاع باتخاذه قرارات أحادية الجانب مثلما هو حاصل في مؤسسات النقل الجوّي دون الرجوع الى شركة الخطوط التونسية والاتحاد العام التونسي للشغل وهو ما أثار حفيظة الأعوان والاطارات الذين رفضوا هذه السياسة مشبهين إياها بسياسة بن علي.
تعثر المفاوضات وعدم احترام الاتفاقيات المبرمة بين الطرف الوزاري والطرف النقابي وعدم تشريك النقابات في ملفات اعادة الهيكلة لديوان الطيران المدني والمطارات والوضع الحالي بالخطوط التونسية جرّاء تمكين الحكومة شركة الطيران القطرية من امتياز الحرية الخامسة الذي يمكنها من حرية الطيران دون اعادة هيكلة الناقلة الوطنية التي تعاني من نقائص عدّة وتحتاج الى ضرورة تجديد أسطولها قبل تفعيل مشروع فتح الآفاق حتى لا تشهد الخطوط التونسية الافلاس.
وعدم تطبيق محاضر الاتفاق المتعلقة بأعوان شركة النقل البرّي والبحري كلّها عوامل ساهمت في مزيد الاحتقان والتوتر في صفوف أعوان وإطارات قطاع النقل الذين أكّدوا أن حمل الشارة الحمراء ليست الا خطوة أولى ستليها تحرّكات نضالية أخرى حيث أكّد محمد الورغي (قابض) بمحطة الحافلات ببرشلونة أنه يعمل في ظروف صعبة للغاية ابتداء بالوضع الكارثي للحافلات التي تفتقر الى أبسط شروط السلامة كما أن نقصها يتسبب في الاكتظاظ داخل الحافلة التي تحمل ما يفوق طاقة احتمالها في غياب واضح لموقف سلطة الاشراف التي تسلحت بالصمت تجاه معاناة الأعوان رغم المراسلات العديدة المقدمة في الغرض.
من جانبه أوضح عبد الحميد حمد أن الوزارة عليها تحسين وضعية أسطول الحافلات «الهرمة» مؤكدا أن «صفقة حافلات زينة وعزيزة مغشوشة من حيث الميكانيك والهيكلة».
وأشار الى أن تجاهل سلطة الاشراف لمطالب أبناء القطاع غير مسموح به خاصة أنها مطالب مشروعة من شأنها النهوض بالقطاع وتوفير الحماية والراحة للسائق والراكب على حد السواء.كما ندّد عبد الحميد حمد بحالة الاختناق المروري التي تشببها سيارات الاجرة (تاكسي جماعي) بساحة برشلونة والتي ينجرّ عنها عطيل خروج الحافلات واحيانا مشادات كلامية بين الطرفين وقال: «لابد من تنظيم محطّات النقل واحترام الوزارة لمحاضر الاتفاق المبرمة معها».
ابراهيم المزوغي (مراقب) تحدّث بدور عن النقائص المتعددة الحاصلة في وسائل النقل على جميع الأصعدة وأهمها قطع الغيار وقال إن هذه النقائص ينتج عنها مشاكل مع المواطنين الذين لا يعلمون عمق معاناة الأعوان التي عبّروا عنها في مناسبات عديدة دون أن يحظوا بلفتة كريمة من السلطة المعنية التي تعاملت مع مطالبهم بكل استخفاف.
اعتراضالشارة الحمراء التي تهمّ 54 ألف عامل بقطاع النقل برّا وبحرا وجوّا لم يلتزم بحملها الجميع حيث اعترض البعض منهم لجهله بأسباب الدعوة الى حملها فيما اعتبر البعض الآخر أن هناك خلفية سياسية ليصرّح لنا آخرون أن الهدف من هذه «الحملة» ضد الوزارة هي تنحية وزير النقل وليست الدفاع عن مطالب أعوان وإطارات المؤسسات التابعة للنقل الذين يعانون الاقصاء والتهميش ويعملون في ظروف صعبة للغاية.