دخل ثلاثة عاطلين عن العمل في اضراب جوع بالمتحف الاثري بمكثر لعدم استجابة الهياكل المعنية لمطالبهم المتمثلة في انتدابهم كعمال بالمتحف مما ولد حالات احتقان لدى اهالي تلك الربوع... هذا الوضع ولّد حالة من التململ فهل من حلول؟ غياب حلول تشغيلية واضحة لابناء الجهة ولد حالة احتقان وفقدان الامل في المستقبل خاصة امام انسداد قنوات الحوار مع السلط المسؤولة مما جعل الاقدام على الانتحار البطيء والمتمثل في اضراب جوع متواصل إذا لم يتم الاستجابة الى مطالبهم.
ولعل اهم الامثلة من اهالي مكثر «الذهبي البريكي 46 سنة وسامي بو جلال 44 سنة وصالح العقاب 41 سنة» متزوجون ولهم ابناء في الكفالة يعانون الفقر المدقع ولم يجدوا قوت يومهم حتى... اغلقت في وجوههم السبل لذلك قرر ثلاثتهم الدخول في اضراب جوع مفتوح منذ ما يقارب الاسبوع بالمتحف الاثري بمكثر قصد المطالبة بانتدابهم كحراس بالموقع الاثري بمعتمدية المكان لكن ما من مجيب...
الأسبوع شارف على الانتهاء ورغم تدهور حالاتهم الصحية وخاصة وان البعض يشكو من مرض مزمن الا انهم مصرون على مواصلة نضالهم والمتمثل في الانقطاع الكلي عن الطعام الا ان السلط المعنية لا تزال تتجاهل مطالبهم الاساسية ولم تبادر بفتح قنوات حوار باستثناء زيارة السيد المندوب الجهوي للثقافة يوم الجمعة الفارط حسب فحوى احاديثهم... وقد اكد مسؤولا عن الموقع الاثري بمعتمدية المكان بأن الوزارة والمعهد الوطني للتراث راسلوا السيد والي سليانة منذ 21 سبتمبر 2012 لتفعيل انتداب أربعة (4) حراس وهو ما أكده المضربون الذين كانت حالاتهم الصحية متدهورة بدنيا ونفسيا اذ بينوا بأنهم اتصلوا بوالي الجهة ولم يجدوا اي حل لوضعياتهم كما كان هناك تواجد مستمر لعائلاتهم وابنائهم امام مقر الولاية لنفس الغرض. وكانت هناك مساندة من طرف جل مكونات المجتمع المدني بمكثر التي طالبت الهياكل المعنية بالتحرك الفوري لإنقاذ عائلات المضربين عن الطعام من الفاقة كما قام اعضاء المكتب الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل بزيارتهم مؤخرا لمساندة مطالبهم المشروعة.
وإلى جانب تلك المساندة، فقد أقدم البعض من الاهالي بالقيام بعملية تصعيدية حيث تم إحراق بعض العجلات المطاطية وغلق الطريق الوطنية رقم أربعة. وهي رسالة احتجاجية حتى تتحرك السلط المعنية وتسرع بانتداب هؤلاء المضربين عن الطعام كي يتم ضمان الحياة الكريمة والتي قامت من اجلها «الثورة»...