تعتبر لحظة إنشاء الجسر المتحرك بولاية بنزرت لحظة تاريخية وبصمة رمزية لجمال هذه المدينة فقد اشتهرت هذه المدينة به وأعجب بدقة تصميمه العديد من الناس الذين عمدوا لالتقاط صور غاية في الجمال . لكن للأسف هذا الجمال يخفي وراءه مشكلة حقيقية في السلامة المرورية إذ كلما مرت سفينة ترتفع القنطرة وتتعطل بالتالي حركة المرور ثم ما أن تنزل القنطرة حتى يسرع الناس للعبور متجاهلين قوانين الطرقات فتحصل عديد الحوادث خاصة مع مرور شاحنات عملاقة تهتز بها القنطرة ويرتجف كل من يعبرها. من هنا يفتح الستار عن مشكل آخر يتجاوز تعطل حركة المرور عند ارتفاع القنطرة والتأخر عن العمل والدراسة ناهيك عن الحالات الاستعجالية التي تتجه مباشرة إلى المستشفى للحديث عن خطورة عبور شاحنات ضخمة محملة فوق الجسر المتحرك .
هذه الشاحنات قد يتجاوز وزنها مئات الأطنان فما بالك إن مرت أربع أو خمس شاحنات ضخمة معا فكم تراه يبلغ وزنها مجتمعة ؟ بل هل أن الجسر المتحرك قابل ليحمل هذا الوزن الكبير أم أن هناك نسبة محددة يتحملها مثل المصعد الكهربائي الذي فيه نسبة محددة لا يجب تجاوزها فهو يحدد عدد الأشخاص الذين يمكنهم الصعود فيه كما يحدد الوزن المسموح به لكن لو فرضنا أن الجسر المتحرك فيه نسبة محددة لا يمكن تجاوزها فمن تراه يعاين الوضع فوقه ومن ينظم نسبة العبور ؟ الجواب للأسف لا أحد سوى حارس يغلق البوابة إذا حان وقت صعود القنطرة ثم يعيد فتحها إذا عادت إلى حالتها الطبيعية وفي حقيقة الأمر يعتبر هذا كارثة حقيقية تهدد سلامة عابري الجسر المتحرك. لذا نطالب الهيئات المسؤولة بالبحث عن بديل لهذه القنطرة ونرجو أن يكون البديل الأفضل وهذا رجاء نابع من إيمان قوي بخطورة الحوادث التي تحصل عند ارتفاع قنطرة بنزرت خاصة بعد الإصلاحات الأخيرة التي شهدتها . وفي حالة عدم توفر الإمكانيات اللازمة لتوفير الأفضل نرجو أن ينظموا العبور على القنطرة كما يجب تجنب مرور شاحنات عملاقة فالكثير من الناس أصبحوا خائفين أن تعجز القنطرة عن حمل هذا الوزن الكبير اذ ترتجف قلوبهم خشية وخوفا كلما مرّوا من هناك مرددين «يا ربي توصلنا سالمين» وعندما تطول مدة ارتفاع القنطرة يلتجىء البعض إلى القفز من أعلى البوابة ليكون الأول في السباق عند نزول القنطرة. وما أن تفتح البوابة حتى يبدأ التسابق والعدو الريفي فتختلط السيارات بالشاحنات ثم بالدراجات وبالمترجلين الذين يتدافعون وكأنهم يسابقون الريح نحو هدف مجهول قد يجعل المصير بدوره مجهولا وعلاوة على ذلك فإن هذا التدافع اليومي عادة ما يكون مدعاة للسرقة والنهب وربما مظاهر أخرى قد لا تكون عواقبها سليمة.
فرغم أن القنطرة غاية في الجمال بل إنها قد تبدو تحفة فنية فريدة تضاهي تحف «بيكاسو» لكن هذا الجمال يخفي وراءه مشكلة عويصة نرجوأن تنظر إليها الهيئات المسؤولة بعين الاعتبار وأن تحيط بمعاناة عابري القنطرة وتحميهم من هولها.