مثلت مسألة الإصابات بداء الكلب مشكلا حقيقيا بجهة جندوبة خاصة وان الحصيلة غير مسبوقة وحالة الاستنفار من طرف اللجنة الجهوية لمقاومة هذا الداء ازدادت تحسبا لإصابات قد تشمل البشر إذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة في وقت استثنائي. أكد السيد الشاذلي عبد الهادي وهو طبيب بيطري وعضو باللجنة الجهوية لمقاومة داء الكلب أن المرض منتشر بكامل تراب الجمهورية وقد تزايدت الحالات في هذه السنة بسبب رفض التلقيح من عدة تجمعات سكنية خلال سنة 2011 وكذلك تزايد عدد الكلاب وخاصة الكلاب السائبة، مما جعل الإصابات ترتفع بشكل كبير من 15 حالة في ديسمبر 2011 إلى 80 حالة في نفس الفترة من سنة 2012 علما أن الإصابات في صفوف الحيوانات منها 55 بالمائة في صفوف الكلاب هذا دون تسجيل إصابات في صفوف المواطنين وتبقى الاشكالية في كثرة الكلاب السائبة التي لا يمكن تلقيحها لأنها خارج سيطرة أصحابها.
هذا الواقع الجديد يضيف السيد سمير الإينوبلي رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية تطلب نسقا ماراطونيا من التدخل حيث تم تلقيح 40686 من الكلاب وقد قامت المندوبية بتوفير اللقاحات اللازمة وبالعدد الكافي والغاية الأولى والأخيرة هي الحفاظ على سلامة البشر من العدوى والإصابات، والمندوبية باعتبارها عنصرا فاعلا داخل اللجنة الجهوية لمقاومة الكلب فإنها تعمل بالتنسيق مع بقية مكونات اللجنة من أجل التقليص من هذا الداء الذي كان لانتشاره عدة أسباب مع العلم أن النسبة تقلصت منذ شهر أوت بفضل التلقيح وعملية القتل والإبادة،
إبادة 20 كلبا سائبا
السيد نور الدين البلالي (تقني ببلدية جندوبة مكلف بالنظافة والعناية بالبيئة ) أكد أن البلدية وبالتنسيق مع الأمن قامت بإبادة 20 كلبا وتقوم البلدية بتوفير سيارة و03 أعوان وقناص من فرقة الطريق العمومي وقد شملت العملية محيط المستشفى والمطعم الجامعي والمركب الجامعي والطريق الحزامية عدد 06 وشارع البيئة والأحياء المتاخمة للمدينة علما وأن عملية مقاومة وقتل الكلاب تتم بين الساعة منتصف الليل والثالثة صباحا وتهدف إلى توفير الراحة للمواطن والتقليص من ظاهرة وجود الكلاب السائبة والتي أصبحت تمثل خطرا تزايد بمفعول تكاثر الفضلات العشوائية التي تحولت لمكان لغذاء هذه الحيوانات السائبة، ...
تشكيل خلية أزمة ودورات تدريبية
من جهته اكد السيد سهيل بالي (المدير الجهوي للصحة العمومية ) أن داء الكلب مرض لا بد من التجند لمقاومته حتى لا يصل البشر وقد قامت المندوبية الجهوية للصحة بتنظيم ملتقى جهوي دراسي تكويني بحضور ممثل عن معهد باستور والمصالح البيطرية ووزارة الداخلية ووزارة الصحة من أجل التعريف بطرق مجابهة هذا الداء والتصدي له ونؤكد أن دور الصحة يأتي بعد تعرض الانسان الى عضّة الكلب وذلك بتقديم العلاج المناسب حسب خطورة الحالة وحسب طبيعة العضّة والكلب بين معروف وغير معروف بما يحدد نوع المصل والتلقيح والذي في الحقيقة مكلف كما يتعين بعد كل إصابة إجراء بحث ميداني يقع خلاله تبادل المعلومات مع جميع الأطراف من فلاحة وداخلية وقد تم مع هذا الحدث الذي يعد غير مسبوق بالجهة نظرا لارتفاع الإصابات والذي بلغ رقما قياسيا عقد 03 جلسات على مستوى الولاية لتدارس الوضع وتم كذلك الاتفاق على تشكيل خلية أزمة تتكامل في جهودها مع اللجنة الجهوية لمقاومة داء الكلب والخلية ممثلة في عدة أطراف يقع بواسطتها تبادل المعلومات وتنسيق الأدوار بما يجعلها تتابع يوميا جميع الحالات تقريبا،