ارتفاع حالات الكلب الحيواني إلى 150 حالة هذه السنة... وتسجيل 4 حالات إصابة بشرية تونس/الصباح: ... عادت منذ فترة ظاهرة الكلاب السائبة بالشوارع والأحياء لتبرز من جديد وبأكثر قوة عما كانت عليه قبل سنوات واصبحت مشاهد تجمع الكلاب والقطط حول مصبات الفضلات والاوساخ من المشاهد المألوفة والمستساغة من المواطن (!؟) في كل مكان دون ادراك لخطرها وعواقبها الوخيمة لما تمثله من مصدر رئيسي لانتشار فيروس داء الكلب وهو من الأمراض القاتلة عند الحيوان كما البشر.. ومن مصدر لتكاثر الحيوانات وتناسلها في مثل هذه الاماكن التي يعود للمواطن والاجهزة البلدية مسؤولية ظهورها من جديد بشكل لافت للأنظار. هذه الوضعية المتردية في عديد الاحياء والمناطق حتى الراقية منها للأسف حالات اصابة بداء الكلب عند الحيوان بنسبة مرتفعة عما كانت عليه السنة الماضية مهدرة النتائج المحققة سابقا حيث سجلت 150 حالة هذه السنة عند الحيوان والكلاب بالاساس و4 حالات اصابة قاتلة بداء الكلب عند البشر مقابل 112 حالة حيوانية العام الماضي ومعدل حالات اصابة بشرية سنويا ما بين 2 و3 حالات. سلوكيات مرفوضة للوقوف باكثر دقة على اسباب استعادة هذا الداء لحيويته هذا الموسم رغم الجهود المبذولة بصفة استثنائية والمكثفة لدعم وتفعيل حالة التلقيح ضد الكلاب المنزلية والسائبة والتي امتدت في الزمان مع تقديم خدماتها التلقيحية بصفة مجانية للجميع وللتعرف على النصائح العملية لتجنب الاصابة والمساهمة من قبل الجميع في مكافحة هذا الداء واستعراض سبل التعامل مع الاصابة عند البشر.. التقينا بعض الجهات الصحية المسؤولة والمطلعة ومنها المديرة العامة لادارة الرعاية الصحية الاساسية والمسؤولة عن برنامج مكافحة داء الكلب بذات المؤسسة ومدير عام المصالح الحيوانية بوزارة الفلاحة. ... الاتفاق والاجماع حول مصدر وخلفيات ارتفاع الاصابات شكلا القاسم المشترك في تصريحات محدثينا وغيرهما من المصادر التي استمعنا اليها. ... الطبيبة البيطرية والمسؤولة عن البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب السيدة اشراف زاوية شددت في المقام الاول على عنصر انعدام النظافة وتكاثر الاوساخ ومصبات الفضلات المنزلية التي تشكل بيئة خصبة لتجمع الكلاب السائبة والقطط.. فتشكل مصدرا لطعامها ومرتعا لانتقال العدوى فيما بينها ومكانا للتناسل والتكاثر.. داعية المواطن الى احترام اوقات اخراج الفضلات والمحافظة على النظافة وضرورة تعزيز جانب التحسيس والتوعية نحو هذه الفئة باعتبار تأثير سلوكياتها المباشرة في مكافحة داء الكلب فتكون بالتالي الغاية والوسيلة. كلاب بين-بين كما ابرزت المتحدثة اهمية عنصر التلقيح وضرورة مبادرة اصحاب الكلاب والقطط بتلقيحها ولِمَ لا الاعلان عن الكلاب السائبة.. كما لفتت السيدة اشراف النظر الى مخاطر السلوك الذي يتوخاه عديد المالكين للكلاب الذين لا يترددون في ترك كلابهم ترتع سائبة طوال الوقت بالشوارع والاحياء بحثا عن الطعام في غير اكتراث كلي بالمخاطر الناجمة عن هذا التصرف وكان د. مالك الزرلي مدير عام المصالح الصحية الحيوانية اثار هذه المسألة معلنا ان نحو 80% من هذه الفئة من الكلاب التي يملكها مواطنون غالبا ما تكون سائبة وهي ظاهرة سلبية وجب تحسيس اصحابها بمخاطرها.. الابادة.. وحدها لا تكفي اذا كان عدد الكلاب السائبة في تزايد فهل يكون تحاشي خطرها في ابادتها؟ وهل يكفي «الكرطوش» بمفرده لازاحة نشر عدواها وتفادي فيروس كلبها القاتل؟ اشارت مصادرنا الى انه على اهمية الابادة فانها لا ولن تكفي للقضاء على داء الكلَب وتطويقه نهائيا بل لا بد من القضاء على الاسباب الكامنة وراء انتشار المرض ألا وهي مصبات الفضلات المنزلية بالدرجة الاولى والبحث على حمايتها بتسييج مواقع تجميع الكلاب السائبة بحثا عن الطعام والمحافظة على نظافة المحيط. وقد اثبتت لغة الارقام انه رغم القضاء عبر الابادة لاكثر من 70 الف كلب سائب فانه لا يمكن الجزم بانه تم هزم مرض داء الكلَب ووقف مشاهد الكلاب السائبة بالشوارع.. مما سهل المسؤولية جماعية ينخرط فيها الجميع من هياكل ادارية وصحية وكذلك النسيج الجمعياتي المدعو للعب دور اكثر فاعلية واكثر مردوديةفي هذا المجال سواء بالتدخل الميداني او بالتحسيس والتوعية والتثقيف. التحسيس والاعلام وقد شددت د. منيرة قربوج المديرة العامة لادارة الصحة الاساسية بوزارة الصحة العمومية عن برنامج التحسيس والاعلام المكثف الذي تعتزم ادارتها تنظيمه مع مختلف الاطراف المعنية ولا سيما الطبيب المدرسي قصد مزيد تفعيل آليات التحسيس واستهداف تلاميذ المدارس والمعاهد باعتبارها الشريحة الاقرب والأكثر تعاملا مع الكلاب وتمكينها من التوصيات والنصائح اللازمة لاتقاء خطر الاصابة او التعرف على طرق التصرف عند الاصابة. وسوف لن تقتصر حملات التوعية على الفئة التلمذية والنوادي المدرسية بل ستمتد الى مختلف وسائل الاعلام حتى يعطي برنامج المكافحة أكله عبر السيطرة على حالات الكلب بل والتقليص منها كما سجلته مؤشرات الحملات السابقة وذلك بتعزيز الخط التنازلي للاصابات. حملة تكميلية استثنائية من المفيد الاشارة الى ان المناطق او الجهات التي سجلت بها بؤر اصابات بداء الكلَب الحيواني وهي الساحل والجنوب ستكون طوال شهر اكتوبر الجاري مستهدفة بحملة تلقيح تكميلية استثنائية عملا على تعزيز جانب التغطية بها رغم تأكيد مالك الزرلي على اهمية الحرص على القضاء على المصادر الرئيسية المتسببة في بروز مخاطر مرض الكلب وهي الفضلات ومصباتها وسلوكيات المواطن المخلة بقواعد النظافة للقضاء على مصدر تغذية الكلاب السائبة وتكاثرها..