قبل يومين من انطلاق فعاليات ايام قرطاج السنمائية سألت أحد الأعوان من عملة قاعات السينما بالعاصمة عن استعدادهم لتأمين عروض المهرجان فأجابني ساخرا: عن اي مهرجان تتحدث وهل مازالت سينما في البلاد؟ والواضح من خلال كلام العون وما يدور في كواليس أصحاب قاعات السينما على الاقل والتي باتت تعد على أصابع اليد كما هو معلوم ان هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية ستكون أقل من عادية لا لشيء سوى لكون قاعات السينما ذاتها التي ستحتضن عروض المهرجان لم تقع صيانتها بجدية كما كان يحدث في الدورات السابقة. وأكد عون من أحد القاعات ان التقنيين والخبراء الذين كانت ترسلهم وزارة الثقافة قبل انطلاق المهرجان لمعاينة حالة القاعات والاجهزة التقنية فيها كآلات العرض والصوت والشاشة لم يصلوا الى غاية الثلاثاء الماضي.
ولم يخف أحد أصحاب القاعات من جهته قلقه ويأسه من السينما في تونس مؤكدا عدم تفاؤله من نجاح هذه الدورة من المهرجان، فوزارة الثقافة في نظره لم تعد تهتم بالسينما ولا تتذكرها إلا في التظاهرات ودليل ذلك في رأيه صمتها على وضع القاعات التي باتت تعدّ على الأصابع بسبب تواصل سيناريو الغلق الناتج كما هو معلوم عن غياب الجمهور.
وكشف مدير قاعة سينما بنهج ابن خلدون بالعاصمة ان القاعات في تونس لم تعد تنشط الا في التظاهرات مثل أيام قرطاج السينمائية. وأضاف ان جمهور المهرجان ذاته لا يرتاد القاعات الا خلال المهرجانات أما في باقي الأيام فهو يمر أمامها دون ان يكلف نفسه حتى جهد التأمل فيما يعرض فيها أو ما تحملها المعلقات والأفيشات.
سألت أحد الموزعين من أصحاب القاعات عن استعدادهم للمهرجان ومدى استعداد وزارة الثقافة لتنظيم هذه الدورة فأجابني باختصار ستقام هذه الدورة حتى لا يقال لم يعد لدينا مهرجان اسمه أيام قرطاج السينمائية علما أن هذا الأخير لم يعد متحمّسا ولا حتى مستعدا لاحتضان عروض المهرجان في قاعاته لا لشيء سوى لكونه فقد الأمل في السينما في تونس.