ذكر شهود عيان ل«الشروق» ان هناك شبابا ينشطون بزي موحد خصوصا في الأحياء الشعبية مع وضع شارات كتب عليها «شرطة دينية» يتولون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليبسطوا سلطاتهم على عديد الاحياء الشعبية في ظل صمت مريب من السلط الرسمية. ويساعد هؤلاء متساكني الأحياء على صد المعتدين و«الباندية» ويحمون النساء ليلا عند العودة الى منازلهن من ان يتم التحرّش بهن أو السطو عليهن.. كما ينهون عن شرب الكحول أو بيعها... هم يقومون بدور «شرطة موازية». «الشروق» اتصلت بالسيد عادل العلمي رئيس الجمعية الوسطية للتوعية والاصلاح التي كان من المقترح أن يكون اسمها «جمعية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» وقد تم تغييره نظرا لما أحدثته هذه التسمية من انتقادات.
لسنا شرطة
في البداية ذكر السيد عادل العلمي ان أبناء الجمعية التي أسست في 16 فيفري 2012 يعملون بروح النهي عن المنكر والامر بالمعروف وفق ما تتطلبه القيم الانسانية وديننا الحنيف وفق المنهج الزيتوني وأعرافنا التونسية. ونفى مصدرنا ان يكون لنشطاء الجمعية اي علاقة ب«الشرطة الدينية» علما ان الجمعية تنشط حسب قوله بالتنسيق مع الامن والسلط الجهوية ولها برامج عديدة تعمل على تنفيذها في اطار القانون. ولم يخف محدثنا انه تحدث مع بعض الذين يلقبون انفسهم ب«الشرطة الدينية» ونضحهم بعدم انتهاج هذا النهج وقد قبلوا منه النصح دون ان يخوض اكثر في هذه المسألة.
زيّ مميز
وعن نشطاء جمعيته يذكر انهم يلبسون زيا يحمل شعار الجمعية «الوسطية للتوعية والاصلاح» ويحرص المتدخلون على عدم استعمال العنف بل يحاولون ارشاد الناس بالكلام الطيب ويتدخلون في الشارع لحماية النساء ليلا ونهارا وينصحون بائعي الخمر بالاقلاع عن هذه الجرائم وكذلك المتعاطين وفي حال عدم التمكن من الوصول الى حل تلجأ الجمعية الى خطوة موالية وهي رفع قضايا بلغت حاليا 4 قضايا ضد من يبيعون الخمر في الاحياء السكنية.
وحول هذه القضايا التي تم رفعها ضد نقطة بيع خمر بالمرسى الغربية قرب المستشفى لأن المكان حسب المتحدث قريب من غابة يمكن ان تكون فضاء للجريمة. وبمغازة بالمرسى المدينة نظرا لتضرر المتساكنين من هذه الظاهرة وقضية أخرى رفعت بنقطة بيع في ولاية جندوبة والرابعة بقابس. وأضاف انه في حال لم يرتدع باعة الخمر فإنه سيتم اللجوء الى التصعيد السلمي المتمثل في وقفات احتجاجية إثر صلاة الجمعة لكن لا مجال للمرور الى أعمال العنف التي حصلت في دوّار هيشر أو في مناطق أخرى. وأضاف محدثنا أنه بفضل الحوار تمكّن نشطاء الجمعية من اقناع 90٪ من محاوريهم. وأضاف أنه الى جانب نشاطها بالشارع التونسي وفي الجهات إذ لها 10 فروع جهوية تنشط الجمعية في رياض الأطفال التي هي تحت اشرافها وذلك باصدار كتب منها «القواعد المصونة لرياض الزيتونة» الذي وقع توزيعه على هذه الرياض.
كما لها برنامج نشاط في السجون لتوعية المساجين ونصحهم بعدم العودة الى الجرائم وحثهم على أن يكونوا مواطنين صالحين يتبعون كتاب ا& وسنة رسوله. كما تنشط الجمعية في المواخير لانتشال من زلّت بهنّ القدم وتحريضهن على التوبة والعودة الى ا&.
لماذا الأحياء؟
سألنا محدثنا لماذا تنشط جمعيتكم في الاحياء الشعبية أكثر من غيرها فأجاب ببساطة لأن هذه الاحياء تكثر فيها الجريمة وهناك رغبة تلقائية من متساكنيها لتقديم العون لكل فاعل خير. ولم يخف مصدرنا تخوّفه من نشاط جهات أخرى في الأحياء بصفة غير قانونية ونسب هذه الممارسات الى جمعيته لذلك أكّد أن نشاطهم يتم دائما في اطار القانون وبالتنسيق مع الجهات الامنية مع مراعاة استقلال الجمعية الكلي عن أي جهاز آخر.
إشاعات؟!
اتصلنا بمصدر مطّلع لمعرفة مدى صحّة وجود «شرطة موازية» في بلادنا فتحدّث إلينا بصفته غير الرسمية مؤكدا أنها اشاعات يراد منها النيل من بعض الفئات المنسوبة الى السلفية علما أنه لا وجود لأي صورة أو شريط فيديو تظهر فيه صور لأشخاص يمثلون الشرطة الدينية في بلادنا. وأضاف أن أحداث العنف ضدّ بائعي الخمر في عدد من الجهات آخرها دوار هيشر لم يكن وراءها من يطلق عليه «بالشرطة الدينية» وهي مؤسسة توجد في دول أخرى غير تونس.