تعتبر بلديّة عقارب من البلديات القليلة في ولاية صفاقس التي حافظت على نفس تركيبة النيابة الخصوصيّة منذ تركيزها وظلّت بمنأى عن التجاذبات السياسيّة والمحاصصة الحزبيّة الضيقة. وبرغم الإمكانيات المتواضعة والظرفيّة الاقتصاديّة الصعبة تحاول بلديّة عقارب القيام بدورها. فهي تعمل جاهدة على أن تتأقلم وتتكيّف مع الوضع العام للبلاد برسم خارطة انتقاليّة واضحة المعالم، ورغم ما تعرف به مدينة عقارب من تلوّث على مدار العام بفعل ما تفرزه المؤسسات الصناعيّة المنتصبة بالجهة وكذلك المصبّ الجهوي للفضلات بعقارب فإنّ عمّال عقارب يقومون بمجهودات كبيرة لجعل المدينة في أبهى صورة. لكن في المقابل لم نلمس تعاونا واضحا من بعض سكّان المنطقة البلديّة الذين حوّلوا بعض الأماكن المهجورة إلى مصبّات عشوائيّة للفضلات وحتّى الأماكن الخضراء على قلّتها لم تسلم ولحقها ضرر التلوّث.
فمنذ أواخر الصائفة والبلديّة تحاول أن تنجز في كلّ مرّة حملات نظافة واسعة النطاق وبشكل لافت جعل المصبّات العشوائيّة التي تحاصر المنازل تتحوّل إلى بطاح نظيفة وأنيقة لكن في غياب الوعي والرّدع سرعان ما تعود كما كانت عليه وكأنّ شيئا لم يكن.
بعض السكان أرجعوا هذه الظاهرة إلى نقص الرّدع وغياب الوعي لدى المواطن واستمرار حالات الانفلات بعد الثورة والبعض الآخر من السكان أرجع هذه الظاهرة إلى غياب الحاويات الكبيرة التي يجب أن تعزّز الأحياء.
لكن هناك فئة أخرى من السكان تحاول أن تتصدّى بشتّى الطرق خوفا من تفاقم التلوّث معتمدين على أنفسهم في توفير الحاويات في مجهود يحسب لهم.
من جانب آخر لا تزال المناطق التي تعرف بالحزام البلدي تعاني الأمرّين بسبب عدم وجود الإنارة بالشكل الكافي أو انعدامها تماما أو بسبب سوء المسالك التي لم يقع تعبيدها بعد إذ تتحوّل مع مطلع كلّ فصل شتاء إلى برك وأوحال يصعب التنقل فيها. والحال أنّ العديد من العمّال والتلاميذ يعودون خلال فصل الشتاء إلى منازلهم مع حلول الظلام حيث يجبر الأولياء القاطنون بالأقرار والشعاشعة والعرفاوين والعرابة إلى التحوّل إلى المدارس والمحاضن ورياض الأطفال لاصطحاب أبنائهم مساء كلّ يوم.
أمّا إذا كان الطقس ممطرا فيضطر البعض إلى مغادرة مقاعد الدّراسة قبل حلول الظلام. أمّا داخل بعض الأحياء الشعبيّة الداخليّة فالأمر لا يختلف كثيرا حيث اهترأت عديد الطرقات وغمرتها الحفر بشكل كبير ممّا جعل الوضع يدعو الى تدخّل بلدي عاجل.
ورغم الظرفيّة الماليّة الصعبة لا نعتقد أن بلديّة عقارب التي تسعى جاهدة لجعل المدينة نظيفة تعجز على إصلاح الطرقات وتنوير الأحياء في أقرب الآجال.